حازم الناصر: مشروع المياه الجوفية قُتل لاجبارنا على شراء الماء من الخارج
وجّه وزير المياه الأسبق، الدكتور حازم الناصر، نقدا لاذعا للمسؤولين عن ادارة قطاع المياه في الأردن، قائلا إن أحد أبرز المشكلات التي يعانيها القطاع في السنوات الأخيرة هي سوء الادارة، بعدما جرى تفريغ الوزارة من الكفاءات.
وقال الناصر في مقابلة عبر قناة عمانTV إن العامين الماضيين شهدا خللا في ادارة السدود تسبب بعدم القدرة على المحافظة على مخزون استراتيجي، مشددا على أهمية الحفاظ على كميات استراتيجية بشكل دائم في السدود، ليكون لدينا مخزون استراتيجي.
وأوضح الناصر: "الخلل الذي وقع في العام الحالي والعام الماضي جاء بسبب عدة عوامل، الأول سوء الإدارة وقيام أحد الوزراء بتفريغ كميات كبيرة من المياه من السدود، وهذا خطأ كبير، والثاني التأخر في تنفيذ مشاريع المياه والصرف الصحي، رغم أن هذه المشاريع كان لها منح وقروض ميسّرة متفق عليها".
وأبدى الناصر اتفاقه مع تصريحات وزير المياه الأسبق الدكتور منذر حدادين بخصوص توفّر كميات كبيرة من المياه الجوفية في الأردن، قائلا إن مشروع استغلال "المياه الجوفية العميقة" في الأردن جرى اجهاضه من قبل بعض الجهات الرقابية التي اشتركت دون علم منها بمؤامرة على قطاع المياه.
وقال الناصر: "كان لدى الأردن بصيص أمل من خلال الحفر العميق الذي اعتمدنا عليها فترة طويلة، وكان لدى الوزارة برنامج لاستغلال المياه الجوفية العميقة والتي يقدر مخزونها بمليارات الأمتار المكعبة، لكن هذا المشروع قُتل من بعض الجهات الرقابية التي وضعت علامة استفهام على هذا الملف".
وأضاف الناصر: "هؤلاء دخلوا بمؤامرة دون أن يعرفوا عنها، وقد كان المؤامرة تستهدف اجهاض المشروع مقابل جلب المياه من الخارج"، متابعا: "أنا لست ضد جلب المياه من الخارج، وحتى من اسرائيل، لأن مصادرنا محدودة، لكن علينا أن نوازي بين كميات المياه التي نجلبها من الخارج والكميات التي ننتجها من الداخل".
وتابع الناصر: "أعتقد أن القادم صعب. إلا إذا حصلت شبه معجزة".
وجدد الناصر -وهو خبير مائي وازن- التأكيد على كفاية كميات المياه الجوفية الموجودة في الأردن، قائلا إن هناك مخزونا كبيرا، لكنه في بعض المناطق يحتاج إلى التنقيب، وفي مناطق أخرى لا يحتاج إلى تنقيب.
وبيّن الناصر أن "أكثر منطقة دُرست هي المنطقة الواقعة بين الجيزة والشيدية، وهي منطقة واعدة بشكل كبير، لكن المشروع تعرض لهجمات رغم أن تمويله كان متوفر، وله برنامج طويل ليزود الاردن بنحو (50-70) مليون متر مكعب، لكن المشروع قُتل من خلال مؤامرة دخل فيها ناس دون أن يعرفوا أنهم ضمن مؤامرة".
ولفت الناصر في المقابلة التي رصدتها الاردن24 إلى أن البديل عن المياه الجوفية هو جلب المياه من اسرائيل، إذ سيُكلف المتر دينارين، فيما سيُكلّف المتر من الناقل الوطني (3) دنانير، لكن تحلية المياه الجوفية العميقة ستكلف (70) قرشا فقط، وتبقى أموالها في الأردن.
وأشار الناصر إلى أن وزارة المياه تعرضت لهجمة شرسة لتفريغ الكفاءات الفنية والمائية في السنوات الأخيرة الثلاث.
وانتقد الناصر عدم اهتمام الدكتور عمر الرزاز والدكتور بشر الخصاونة بقطاع المياه.
وقال الناصر إنه طلب موعدا للقاء الرئيس الخصاونة قبل ثمانية أشهر -بناء على طلب الرئيس نفسه- لكن اللقاء لم يحدث..