التفاؤل ضالة الاردنيين ويبحثون عن موجباته بالمندل !
الفضاء ليس حكرا على أحد، سواء أكان هذا الأحد يساريا أو يمينيا أو مستقلا برأيه ومنطلقاته، وشيطنة الآخر ووصمه بالتهم المعلبة والجاهزة والمسبقة ديدن المفلسين سياسيا وأخلاقيا، لا يجوز أن يفترض البعض اتساق آراء الناس جميعا مع وجهة نظرهم، وأنهم سينظرون للواقع من ذات الزاوية الرغائبية التي يقيمون بها الأمور، ليس طبيعيا أن يفترض هؤلاء أن يتماهى العامة والخاصة مع آرائهم ومواقفهم العاجزة عن تشخيص الواقع، والتي تُبنى على حسابات سياسية تصفوية ومصلحية غير واعية ومكشوفة، لا يجوز أن تتم مصادرة حق الناس في الاختلاف والنقد، هذا غير أخلاقي على الاطلاق.
هناك مستفيدون من الأمر الواقع، ومتكسبون وسماسرة، وهؤلاء لهم أبواق ناعقة على السوشيال ميديا، تتنطع للشأن العام، وهم لا يفرقون بين الألف و كوز الذرة، الذين يتهمون الناس بالسوداوية والتغاضي عن موجبات التفاؤل غير المنظورة والمحسوسة، على هؤلاء أن يعيرونا سكوتهم، فلقد سئم الناس من أصواتهم النشاز، ولغتهم الاتهامية الممجوجة والفارغة من أي محتوى وقيمة وفكرة تستحق الاهتمام.
هل هناك ما يدعو للتفاؤل؟! صدقوني أننا نسعى خلف سرابه دون أن ننجح في إدراك خيط واحد من هذا السراب الذي يبدو لهم واحة غنّاء..
ثم، من الذي يسعى لخراب البلد وتحويلها إلى فوضى وقندهار جديدة، الفاسدون والمتسلطون وأزلامهم وأبواقهم، أم أولئك الذين يؤشرون على الاختلال ويخشون أن يتسبب هذا السرطان بتفجير الأوضاع وإشعال فتيل الاحتجاجات التي ستؤدي حتما إلى فوضى وخراب ؟!!
من الذي يخدم أجندات خارجية، المدافع عن قيم الدولة ومبادئها وحقوق وحرية شعبها وتماسك هياكلها ومؤسساتها، أم أولئك الذين يخدمون نهجا تفكيكيا قمعيا مستبدا يُضعف الدولة ومؤسساتها ويضحي بقيمها ومرتكزاتها ، لصالح مشروع تغيير هويتها وكينونتها ؟!!
كفاكم نفاقا وتدليسا، فلن تنجحوا أبدا في اقناع الناس التي تعاني وتتألم، وترى البلاء وتشعر به بكل حواسها، بأن الوضع قمرة وربيع، هذا غير ممكن ولو سلطتم علينا النباحين والشتامين المزيفين والمضللين في طول وعرض شبكات التواصل الاجتماعي، الاردنيون اذكى من ذلك بكثير ..