فتاتان تعانيان من تدهور جسدي ونفسي بسبب إنستغرام

كُشف عن التأثير المدمر الذي يخلفه إنستغرام على الفتيات الصغيرات في صور مروعة تظهر التدهور السريع لفتاتين كانتا في مرحلة ما قبل المراهقة وأصبحتا مهووستين باتباع نظام غذائي قاسي وحاولتا الانتحار كنتيجة واضحة لما شاهدتاه على التطبيق.

ورفعت والدتا الفتاتين من ولاية كنتاكي كانديس ويست وجنيفر مارتن دعوتين قضائيتين منفصلتين ضد شركة ميتا الأم لإنستغرام يوم الإثنين، وقالتا إن التطبيق استهدف ابنتيهما وملايين الفتيات بوصفات مقيدة للسعرات الحرارية، وصور لعارضات بأجسام نحيلة للغاية تشب الهيكل العظمي وخوارزمية قاتلة دفعت كلا الفتاتين إلى اتباع حميات قاسية وضارة.

وفي حالة ابنة ويست، فقد حاولت الانتحار بعد أن كتبت رسائل عن الضغط المجتمعي المعوق الذي يدفعها لتكون نحيلة وجميلة. وحاولت أليكس، ابنة جينيفر، الانتحار بعد انتكاستها عدة مرات.



وليست شكاوى العائلتين هي الأولى من نوعها، لكنها تضاعف من الاعتقاد السائد بأن إنستغرام يضر بالشباب في المرحلة الأكثر أهمية من فترة المراهقة. ومنذ يونيو (حزيران)، تم رفع 12 دعوى قضائية ضد ميتا بدعوى وقوع ضرر مماثل، ولم يتم تسوية أي منها حتى الآن.

وجاءت هذه الدعاوى بعد الكشف عن أوراق داخلية كشفت العام الماضي أن ميتا على علم بالضرر الذي تسببه بين الشباب. وفشلت الشركة في تعديل الخوارزمية الخاصة بها منذ ذلك الحين وفشلت في معالجة المشكلة بشكل مناسب، على الرغم من إجراء تغييرات طفيفة مثل إضافة مطالبات الوقت ومعلومات الموارد للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أو الأفكار الانتحارية إلى بعض المنشورات.

وتم تسمية ابنة ويست فقط باسمCNفي الدعوى، وتصف كيف بدأت هي وابنتها في البحث عن وصفات على إنستغرام معاً في عام 2017، عندما كانت ابنتها تبلغ من العمر 12 عاماً فقط. وفي البداية، استخدمت الفتاة إنستغرام للتواصل مع والدتها والعثور على الوصفات. وكثيراً ما كانت تبعث برسالة لوصفات أطعمة جديدة ومثيرة - عادة ما تكون من الحلويات - والتي غالباً ما تصنعانها معاً. وبعد فترة، توقفت عن إرسال الوصفات وأصبحت منشغلة بفكرة أنها بحاجة إلى أن تكون نحيلة.

وسرعان ما انضمت الفتاة إلى مجموعات يشارك الناس فيها النصائح حول تجنب تناول الطعام. ثم أصبحت صفحتها مليئة بصور عارضات نحيلات للغاية. وفي أبر يل (نيسان) 2018 توقفت الدورة الشهرية لديها ولم تخبر والدتها بذلك، وفي وقت لاحق من ذلك العام، كانت تتسوق مع والدتها وكادت أن تفقد الوعي.



وسعت الأسرة إلى العلاج لها، ولكن على مدى السنوات الأربع التالية حاولت سي إن الانتحار مرتين، وتم إدخالها إلى المستشفى عدة مرات وإجبارها على تناول الطعام عبر أنبوب التغذية، وهي تكافح الآن من أجل التركيز على المهام الأساسية وقد بدأت للتو في تناول الطعام بشكل صحيح.

ويقول والدا ألكسندرا أنها كانت سعيدة تماماً بشخصيتها حتى بدأت في استخدام التطبيق، لكنها سرعان ما تخلصت من 20 رطلاً من وزنها بعد مشاهدة صور العارضات النحيلات أمامها كل يوم.



وحصلت أليكس على أول هاتف لها عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، وكان تطبيق إنستغرام أول تتطبيق تقوم بتنزيله على هاتفها الجديد. وبحلول عام 2016، كان لديها حسابات متعددة على التطبيق وتعرضت لكميات هائلة من اضطرابات الأكل والمحتوى غير الصحي. وبدأت في تلقي توصيات من مجموعات تروج لفقدان الشهية.

وبدأت أليكس بتناول الطعام الصحي، ثم تناول كميات أقل من الطعام وممارسة الرياضة أكثر، وبدأت تفكر في أنها لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، وأنها بحاجة إلى أن تبدو مثل العارضات على إنستغرام، وبدأت تشعر بالاكتئاب، ومع مرور الوقت انخفض وزنها بشكل كبير، وبحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 كان وزنها أقل من 45 كيلوغرام، وانخفض معدل ضربات قلبها بشكل خطير.



وفي محاولة يائسة للتغلب على اضطراب الأكل الذي تعاني منه، حذفت التطبيق لكنها أعادت تثبيته، وقال والدها إنها استُهدفت بنفس الصور والتوصيات الضارة التي تعرضت لها من قبل. وفي مايو (أيار) 2019، حاولت الانتحار عن طريق تناول جرعة زائدة من الحبوب، ومكثت في المستشفى لمدة عشرة أيام ثم نقلت إلى قسم الأمراض النفسية، وحاول الانتحار مرة أخرى في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام.

وتفاقمت الاتهامات ضد إنستغرام بأن التطبيق يضر بصحة الفتيات الصغيرات، لكن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لم يغير خوارزميته لردع الفتيات الصغيرات عن الوقوع في مثل هذه المشاكل، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.