خصومة قلبي مع الانتظار..

 
أُجبر قلبي على الانتظار.. بعيدا عن الزحام، لعلي أجد الحنين الذي أتوق إليه.. في عتمة "ليل سرمدي عنيد" يأبى الرحيل..يظن انني سأروي له معاركي "الدونكيشوتية" امام سراب الذكريات..

وأبحث عن نفسي.. لاهثا في الفراغ.. فينادي منادٍ ليقول: لا تنتظر..فقط أوشم نفسكَ بوشم "رهبانية الحياة"، تماما كـ "كهنة بابل".. ممن تصفحنا تراتيلهم على ألواح الطين والفخار..

فاكتشف ان القدماء لا يأبهون بالانتظار.. ولم يسموا آلهتهم به.. فأهرع الى معابد الإغريق.. أتمعن بتماثيلهم على الجدران.. وأتساءل كيف لها ان تصمد امام كل هذا الانتظار.. ومن انتصر؟

فلا أجد جوابا..ولا أجد الحنين، فأترك قلبي يحترق بحطام الغياب، بنفسجي اللون.. وحيدا مبعثرا يعاني من الخبيات، فتواسيني روحي بكلمات منهكة.. لأمضي بترنح نحو فوضى المجهول؛ بـ خصومة قلبي مع الانتظار..