لا تُمحى من الذاكرة.. 46 سنةً على مجزرة "تل الزعتر"



يحيي الفلسطينيون الذكرى الـ "46" لـ مجزرة مخيم "تل الزعتر" للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وارتقى خلال المجزرة 4280 فلسطينيًا إلى جانب آلاف الجرحى، ومئات المفقودين، بعد حصار شديد دام 52 يومًا، فرضته المليشيات اليمينية المسيحية اللبنانية والجيش السوري على المخيم.

ويقع مخيم "تل الزعتر" شمال شرق بيروت، وهو أحد 14 مخيمًا فلسطينيًا مسجلاً لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في لبنان.

وتعرّض المخيم، في 12 أغسطس 1976، لمذبحة نفذتها قوات تابعة لأحزاب يمينية لبنانية، تمثلت بإطلاق أكثر من 55 ألف قذيفة مصحوبة بحصار مشدد على المخيم، الذي كان يحوي - آنذاك - نحو 60 ألف لاجئ فلسطيني، حتى تمت السيطرة عليه بالكامل.

لكن الكابوس الأكبر، بدأ بعد خمسة أشهر من العام نفسه، ففي 22 يونيو، شنت القوات اللبنانية المسيحية هجوماً واسعاً على "تل الزعتر" وتجمعين مجاورين له، هما جسر الباشا والتبعة.

وعلى مدى 50 يوماً، أمطرت القوات المخيم بالقذائف والصواريخ، وصلت بحسب ما أشارت مصادر حقوقية، إلى أكثر من 55 ألف قذيفة، سالت بسببها دماء المئات من الفلسطينيين، كباراً وصغاراً، أطفالاً ونساء.

وتباينت التقديرات حول عدد ضحايا المجزرة؛ ففي حين أشارت معطيات إلى ارتقاء 1500 إلى 2000 شهيد؛ غالبيتهم من المدنيين الذين قتل معظمهم بالتصفيات الجسدية، تؤكد بيانات وأرقام حقوقية أخرى على أن العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء حصار المخيم حتى انتهاء المجزرة يتراوح مابين 3000 إلى 4280 ضحية، قتل نصفهم داخل المخيم.

ومن الجدير بالذكر أن مخيم "تل الزعتر" قد تأسس عام 1949 (بعد عام على نكبة 1948)، ويقع في القسم الشرقي لمدينة بيروت (العاصمة اللبنانية)؛ المنطقة التي كانت تسيطر عليها الأطراف المسيحية إبان الحرب الأهلية، ومساحته كيلومتر مربع واحد.

وبعد ارتكاب المجزرة، باشرت الجرافات إزالة المخيم، وهام الناجون من الموت على وجوههم يبحثون عن المأمن، وتوزعوا لاحقا على مخيمات فلسطينية أخرى في لبنان.

وتمثل مذبحة مخيم تل الزعتر واحدة من أسوأ صفحات الحرب الأهلية اللبنانية، التي اندلعت عام 1975، واستمرت 15 سنةً.

صفا