هكذا نجا لاجئ عراقي إيزيدي من المافيا البلغارية ووصل هولندا

وصل الشاب العراقي فاروق إسماعيل إلى هولندا عبر شاحنات تقل اللاجئين، في رحلة صعبة استمرت نحو 22 يوماً بدأت من سنجار مروراً ببلغاريا والعديد من الدول الأوروبية، بعد أن تعرض للمخاطر على يد المافيا البلغارية، كما يقول.

وينتمي فاروق إلى الطائفة الإيزيدية، التي تعرضت للكثير من المجازر عبر تاريخها الطويل.

ويحصل الإيزيديون على حق اللجوء في القارة العجوز بشكل أسرع مقارنة مع غيرهم من اللاجئين من جنسيات أخرى، بسبب ظروفهم الإنسانية.

 والمعاناة التي عاشها فاروق في بلاده العراق دفعته إلى التفكير للهروب بطريقة غير شرعية من قضاء سنجار إلى إسطنبول التركية، مخصصاً مبلغ 9 آلاف يورو ستُدفع للمهرب لإيصاله إلى هولندا التي يقيم فيها الآن، منتظراً عائلته التي تسكن في مخيمات العراق منذ سنوات.

يتحدث فاروق بحرقة، لقناة black box على يوتيوب، عن ”الإبادة" التي تعرض لها الإيزيديون في 3 أغسطس 2014، على يد تنظيم داعش، ويقول إن قرية القحطانية باتت منطقة أشباح خالية من السكان وغير مأهولة للعيش رغم القضاء على داعش.

وتعيش عائلة الشاب الإيزيدي في مخيمات العراق ضمن ظروف معيشية صعبة، حيث لا توجد مساعدات ولا خدمات كما كانت في السابق.

يقول: ”من الموصل العراقية لجأت إلى تركيا، ومنها إلى بلغاريا عبر ممر نهري صغير، تعرضنا للمافيا والحكومة البلغارية معا، وكان عددنا 46 شخصاً لم يبق منا إلا عدد محدود أنقذ نفسه ووصل إلى الشاحنة الموعودة، أما البقية فقد تم اعتقالهم أو قتلهم".

ويضيف فاروق أن المافيا في بلغاريا كانت شغلهم الشاغل وحاولت مراراً الفتك بهم، لكنه ورفاقه في الطريق تمكنوا من اختراع حيل للهروب من العصابة، إما بالهرب أو الاحتماء بين السيارات أو التعلق بمؤخراتها وغيرها من الوسائل.

 ويسرد فاروق بأسى الحالة الإنسانية الصعبة التي تعرض لها في الشاحنة مع العشرات غيره، حيث استمرت الرحلة نحو 6 أيام في الشاحنة ”كنا نأكل مقابل 50 يورو للوجبة الواحدة، ونقضي حاجاتنا داخل الشاحنة، ولقينا الويلات في واحدة من أقسى الحالات اللاإنسانية التي عشناها ضمن مساحة صغيرة".

هي ”رحلة الموت" كما يصفها فاروق إسماعيل التي ”لم تتوقف عند الحيوانات المفترسة في غابات أوروبا، وعض الكلاب في الطريق، والتعلق والركوب أسفل السيارات بالقرب من العوادم، فضلاً عن الضرب والمعاملة السيئة التي تعرضنا لها طوال 22 يوماً محفوفة بالمخاطر.

بعد 6 أيام وصلت الشاحنة إلى هولندا، لتبدأ مرحلة جديدة من المعاناة متمثلة في الاندماج في عادات وتقاليد وثقافة جديدة غير مألوفة، بدأت من مخيم ”تير آبل" في هولندا، ثم العديد من المخيمات الأخرى، وهكذا استمرت حياة فاروق.