الشيخ الباز.. "أبو البنات" الذي أحبه فلسطينيو الداخل فغيّبته "الاحتلال الاإسرائيلي"
عنوان المحاكمة " منشور على فيسبوك"، لكن الحقيقة أنه الشيخ الذي أحبه الفلسطينيون في أراضي 48 المحتلة، والصوت الحر الذي يصدح بقضايا شعبه، وهو ما أرّق منظومة الأمن الإسرائيلية، فلاحقته وغيّبته بالسجون.
فمنذ عام 2018 تلاحق "إسرائيل" الشيخ يوسف الباز (64 عامًا) من اللد، ومعروف بـ "أبو البنات"، كون لديه ست بنات، لا يفرقن عنه في حسن التنشئة والانتماء للوطن وقضاياه.
وقبل أيام أعلن الباز إضرابه المفتوح عن الطعام داخل معتقله، احتجاجًا على استمرار تمديد اعتقاله من محاكم الاحتلال، إلا أن صحته تدهورت نتيجة هذا الإضراب ونُقل إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.
وأصدر الأسير الشيخ الباز، وهو إمام المسجد الكبير في مدينته، يوم الخميس، بياناً من داخل سجون الاحتلال، أعلن فيه شروعه بالإضراب المفتوح عن الطعام والماء، وذلك احتجاجاً على قرار المحكمة المركزية يوم الأربعاء، بالإبقاء عليه رهن الاعتقال لغاية الانتهاء من الإجراءات القضائية.
ويعتبر الباز أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية الشمالية في الداخل، التي حظرتها "إسرائيل" قبل أعوام.
صوت قوي وشخصية محبوبة
ويتحدث محاميه خالد زبارقة عنه لوكالة "صفا"، واصفًا إياه بأنه "الشيخ الذي أحبه الفلسطينيون في الداخل، وهو أحد أهم القيادات الفلسطينية في هذه الأراضي، وله صوت قوي جدًا ومؤثر".
ويضيف: "إنه مؤثر جدًا في القضايا السياسية وتلك المتعلقة بالأرض والإنسان والمقدسات، فله شخصية متميزة، يحبها الجمهور، ويتأثر كثيرًا بها".
وقال: "واضح أن إسرائيل تريد تغييب وتحييد صوت الباز، ومنع وصوله للجمهور وللرأي العام، ومنع تأثير خطابه الذي يعتبر صوت الفلسطينيين بالداخل في كل القضايا، لأنه ينطق باسمهم، وهذا معروف بينهم".
استهداف رغم حكم سابق
وعن استهدافه، يقول "إن الشيخ الباز محكوم بالسجن 20 شهرًا منذ عام 2018 بتهمة الاعتداء على أحد المستوطنين، وقد فرضت محكمة الاحتلال هذا الحكم عليه، إلا أننا استأنفنا ضده، وتم تجميد تنفيذه".
والآن الباز ليس معتقلًا على خلفية قضية الاعتداء على مستوطن، وإنما على قضية أخرى، لم يسبق أن تم محاكمة أي شخص عليها داخل سجن، يقول زبارقة.
ويضيف زبارقة أن الباز معتقل منذ أبريل، على خلفية منشور على فيسبوك حيّا فيه المرابطين في المسجد الأقصى، ودعا للحفاظ على المقدسات".
ويؤكد المحامي بأن "مثل هذه الخلفيات، لا يتم اعتقال من يُتهم بها في السجن، لحين انتهاء إجراءات المحاكم، فهذه سابقة في القانون، وفي محاكم إسرائيل ذاتها".
ويشير إلى أن هذا يؤكد أن "اعتقال الباز وملفه يراد منه تكميم أفواه الشخصيات المؤثرة في الداخل لتمرير مخططات على الجود الفلسطيني وأخرى على المقدسات".
ولم يجد الباز أمام تكرار محاكم الاحتلال تمديد اعتقاله، سوى الدفاع عن نفسه بإعلان الإضراب عن الطعام، وما لبث أن تدهور وضعه بسبب معاناته من أمراض وكبر سنه.
ويقول زبارقة: "الباز مريض بالقلب، وسبق أن أجرى عدة عمليات جراحية بسبب هذا المرض، وظروف اعتقاله كانت صعبة جدًا وفاقمت حالته الصحية للأسوأ".
ويشير إلى أن "إعلان إضرابه جاء ليشكل خطورة حقيقية على حياته، وعلى أثر ذلك تم نقله إلى مستشفى سوروكا، وهو الآن يمكث في العناية المكثفة".
رباط بناته
وعقب تدهور صحته، أطلق الباز رسالة مؤثرة، حركت مشاعر الفلسطينيين بالداخل، موصيًا واتمنه على بناته الستة، إذا حدث له مكروه أو فارق الحياة".
وشكلت وصيته حالة تضامن واسع معه، ووقف مئات الفلسطينيين بالداخل في وقفات احتجاجية، كان أخرها أمام مستشفى سوروكا الذي يرقد فيه.
أما بناته الستة فيرابطن داخل المستشفى الذي يرقد فيه، لكنهن ممنوعات من رؤيته، ويفيد محاميه أن بناته موجودات حوله حتى حينما كان في سجنه، رغم أنهن كنّ محرومات من رؤيته؛ فلم يفارقنه، فكل يوم يجلسن أمام القسم الذي يرقد فيه بالمستشفى، لكن إدارته تمنعهن من الدخول إليه".
ويتابع: "الشيخ معروف بخوفه الشديد على بناته، وحرصه على متابعة شئونهن، خارج وداخل سجنه".
وتكتفي بنات الشيخ بالاطمئنان عليه عبر الحديث معه من خلال الهاتف المحمول.
ويؤكد زبارقة أنه من المقرر رفع استئناف ضد قرار محكمة الاحتلال إبقاء الشيخ الباز في السجن لحين إنهاء إجراءات محاكمته، خلال الأسبوع الحالي.
ولكن المحامي يجزم بأنها "محاكمة سياسية بحتة لا تمت للقانون بأي صلة".
صفا