في غزة.. متطوعون لغسل الموتى
في الجانب الجنوبي الشرقي لمستشفى الشفاء بغزة، تتسارع خطى بعض المواطنين المكلومين لغرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها أمتارًا قليلة، للتبليغ عن جثمانٍ حديث لديهم تجهيزًا لمراسم ما قبل الدفن.
ففي جمعية "قيراطان" يقوم العاملون فيها على تجهيز ما يلزم من مراسم تغسيل الموتى وتكفينهم في خطوةٍ أخيرة قبل الدفن في المقابر.
ويقول أبو أنس الملاحي لوكالة "صفا": "تطوعت لتغسيل وتكفين الموتى والشهداء في المستشفى برفقة آخرين لوجه الله تعالى".
ويضيف: "هذا عمل تشريفي ولا نتقاضى أجرًا مقابله وهذا ينطبق على جميع العاملين في هذه المهمة في كل قطاع غزة".
وحول تجاربهم الإنسانية خلال سنين عملهم، يقول المُغسل الملاحي: "نحن بشر ومن الطبيعي أن نتأثر خاصة عندما يصلنا لغرفة تغسيل الموتى أشلاء لشهداء أطفال أو نساء ممن تعرضوا لقصف الاحتلال أوهدم بيوتهم فوق رؤوسهم".
وخلال حديثه، يشرح عملية الغسل والطهارة للمتوفى وفق الشريعة الإسلامية وصولا لتكفينه وتطييبه بالمسك أو الكافور.
كما تحدث عن الشهداء وتقسيماتهم وفق عملية الغُسل، فشهداء المعارك لا يُغسلوا ويجري تَحسينهم، أما الشهداء الذين يُنشلون من أنقاض البيوت والهدم يجري تغسيلهم وتكفينهم لإظهارهم بأبهى صورة لذويهم وجمهور المُودِعين، وفق المُغسّل.
ويشتكي "الملاحي" وزملائه من ضيق المكان الذي يغسل ويكفن فيه الموتى بمستشفى الشفاء، كونه لا يتسع للعمل خاصة في حالات التصعيد واستشهاد أعداد كبيرة من المواطنين.
صفا