جائحة المخدرات. هل نشهد الآن بداية النهاية
تواجدت يوم امس قوة أمنية كبيرة وعالية الجاهزية في البادية الشمالية الشرقية وباشرت تنفيذ عمليات بحث وتفتيش ومداهمات للقبض على تجار المخدرات ومروجيها والخارجين على القانون.
إنها الحرب، ولن تعود القوة قبل أن تحقق كامل أهدافها، ولقد سعدنا ونحن نتلقى الأخبار اليومية المتلاحقة التي يصدرها الأمن العام للإعلان عن نجاعة العمليات الميدانية المركزة التي استهدفت مواقع المخدرات، وألقي القبض من خلالها على عدد من كبار التجار وبحوزتهم كميات كبيرة من المخدرات والممنوعات.
يأتي هذا النموذج الجديد للردع إيذانا لانطلاق استراتيجية وطنية صلبة لإبادة هذه الظاهرة، ونهج عملياتي دائم محكوم بمنطق المصلحة الوطنية العليا والقانون، وليس حملة اعتيادية عابرة استنادا لتوجيهات جلالة القائد الأعلى، والاستجابة فائقة الدقة لقيادة الجهاز للتوجيهات الملكية ووضعها موضع التنفيذ الفوري، أدى إلى جني حصاد أمني وفير على وجه السرعة تمثل بالنتائج الأخيرة اللافتة للنظر، مما سيفضي إلى وقف التهريب واختفاء المادة وانتهاء حالة المتاجرة النشطة ورواج سوق المخدرات، وبداية ناجحة للقضاء على هذه الظاهرة بشكل تدريجي إلى أن تصل إلى حدودها الدنيا.
لقد بدأ الأمن العام من النهاية عندما ضرب رؤوس كبار التجار، حيث أنهى بنجاح الأطاحة برأس في الجنوب ورأس الكوكائين في عمان، واليوم يضرب في الشمال الشرقي ما يشير إلى تغيير جذري منضبط في المكافحة يخلو من التجاوزات، ويلتزم بأخلاقيات الوظيفة الأمنية الجليلة.
وتجري الوقائع الآن بشمول سلس دون ضجيج للقبض على الباقين، وسط تفاعلات وترحيب شعبي غير مسبوق، ما يدل على الدراية بخريطة المخدرات، والاستعدادات المتناهية للتحقق من دقة المعلومات، والاحترافية في التجهيز، وقبل ذلك الاندفاع والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها أبطال الأمن العام ، وإيمانهم المطلق بسمو واجبهم وهو ينفذون هذا العمل المقدس لدرء خطر السموم القاتلة عن أبناء المجتمع وحمايتهم من الهلاك، لتشكل هذه الصولات المباركة منبعا أمنيا جديدا يرفد الوطن بالمزيد من مقومات الطمأنينة والدعة والاستقرار.