تحديات مشاركة طلبة الجامعات بالعمل الحزبي ( حلم الوظيفة والتكتك!! )
ليس فينا نحن فئة الاكاديميين من يعارض أو لا يتمنى انخراط الشباب بالمرحلة السياسية المستقبلية القادمة من تاريخ الاردن المعاصر وحياته السياسية، والتي يعد الاصلاح السياسي من أبرز معالمها ومظاهرها كما هو توجه الدولة. الحالي . وفي حال تم ذلك كما خطط له، ياتي نتاجها واكلها بانخراط الشباب بالاحزاب السياسية ..وتدربهم على ماهية العمل السياسي والحزبي منذ وجودهم على مقاعد الدرس. . بل على العكس من ذلك نحن بامس الحاجة لحالة التغيير هذه نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والاقليمية الملحة والتي تدعونا للتغير حتما ومواكبة العصر. من خلال اقبال الشباب على المشاركة الفاعلة بالحياة السياسية سواء داخل الجامعة ام بعد تخرجهم منها،. وان وصولهم إلى هذه المرحلة من التفكير والنضج السياسي يخدمنا كثيرا ويخدم الوطن، وفية فائدة عظيمة لشريحة الطلبة ومستقبلهم لانهم هم من سيشاركون ويحددون مستقبلهم بانفسهم. كما سيساهمون في حل مشكلاتهم الملحة كذلك.
كلنا يعلم أنه هناك إهتمام وتوجيه على مستوى القيادة السياسية العليا (من لدن جلالة الملك مرورا بولي العهد) بهذا الشأن لتحفيز الشباب على الانخراط بالاحزاب وزيادة ثقافتهم بمعنى المشاركة السياسية نظريا وعمليا. والمساهمه بوضع الخطط والاستراتيجيات لحل مشكلاتنا وتحدياتنا. وقد كانت توجيهات ولي العهد الامير الحسين لعمداء شؤون الطلبة في الجامعات الأردنية مؤخرا تصب في هذا الاتجاه من خلال ادخال مفاهيم الحزب والحزبية وتطور الحياة الحزبية والمشاركة السياسية في الأردن ضمن مساق التربية الوطنية.. وتفعيل مجالس الطلبة .. وقد اشار وزير التعليم العالي لهذه التفاصيل في لقاءات واجتماعات سابقه تنفيذا للرؤى الملكية ومخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.. والعمل جار لإعداد ذلك وبمشاركة الجامعات ومدرسي العلوم والسياسية والتربية الوطنية.. بحيث يكون تضاف هذه المفاهيم الهامة لمادة التربية الوطنية، كما سيكون هناك تشريعات تنظم مسألة مشاركة الطلبة بالاحزاب داخل الجامعات ضمن أطر وضوابط تشريعية معينة تتولاها الجامعات بحيث تخفف من القيود على الطلبة وتسمح لهم بالمشاركة بالاحزاب. وقد اكد سمو الامير ان هذه المرحلة ليست سهلة وتضع مسؤولية كبرى على الجامعات وخاصة عمداء شؤون الطلبه فيها، والمدرسين بشكل عام ومدرسي التربية الوطنية بشكل خاص فهم جميعا امام تحد كبير لانجاح هذه المهمة الصعبة . .. ولكن يجب تجاوز كل الصعاب بالتصميم والارادة..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل طلبتنا وبيئتنا الجامعية المزدحمة بالاعباء الكثيرة ومنها التحصيلية والاقتصادية والعقلية المختلفةوالعشائرية قادرون على تخطي كل هذه الصعاب. تحديات كثيره قد تعترض مهمة الجامعات والمشروع السياسي هذا بشكل عام. اذ قد تحتاج عمليه صهر الشباب والطلبة وادماجهم بتلك العملية والشغل عليهم وقتا طويلا، ليس بليله وضحاها واذا بالطلبه حزبيبن. اولاها تفكير الطلبه الحالي واهتماماتهم. فقسم كبير من الطلبه يعملون وبمهن مختلفه ليتمكنوا من الانفاق على رسومهم الجامعيه، وإذا سألت أحدهم تجده مشغولا بتخصيص جزأ من وقته للعمل. القسم الآخر من الطلبه تجد أن اهتماماته لا تتعلق بالشان السياسي وقد سألت أحدهم (بحكم عملي ) فاجابني عندما طرحت مسألة انخراطهم بالاحزاب، فقال لي بان اهتمامات الشباب الآن تنصب على تأمين وظيفة والتمكن من الزواج. وعندما سألت ثاني عن جاهزية الشباب للانخراط بالاحزاب، اجابني، أن الشاب اقصى اهتماماتهم بل جلها الانشغال ب "بالتكتك" "والانستغرام " وليس لديهم اهتمامات بالعمل السياسي، فالسياسة لها اهلها. ولكن برايي هذه ليست قاعده تنطبق على جميع الطلبة، لانهم من بييات مختلفة وقدرات مختلفة. لكن تبقى هذه مشكلة والتغلب عليها ليس بالأمر الساهل، ويتوقف على قدرتتا في التاثير عليهم وصمودنا امام تلك التحديات .