مالك عبيدات - اجمع خبراء اقتصاديون على ان الحديث عن انشأ مدينة ذكية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية يعد ترفا و ضربا من ضروب الخيال العلمي الذي لا يتسق مع واقعنا وامكانياتنا والتحديات التي نواجه ، في ظل ارتفاع المديونية الى ٥٥ مليار دولار  وعدم قدرة الحكومة على تخفيض نسب الفقر والبطالة والتضخم وعجز الموازنة  .

وقال الخبراء ان  الحكومة تحاول الترويج لاحياء مشروع المدينة الادارية الذي اعلنت عنه حكومة الدكتور هاني الملقي ولكن بمسمى جديد ليتماهى مع مشروع نيوم السعودي مع ظروف مختلفة فهناك يوجد ملاءة مالية وووفر بالخزينة ولدينا العكس تماما .

الخبراء اكدوا ان بناء مدينة ذكية يحتاج الى نهج ذكي وحكومات ذكية ، وهذا غير موجود لدينا ...

ولفت الخبراء الى ان هناك اولويات لدى الحكومة اكثر من القاء الشعر والتغني بالمشاريع ومنها وقف الاقتراض وتخفيض نسب العجز والفقر وكذلك توفير الامن الغذائي والارتقاء بالتعليم والخدمة الصحية .

ورأى المحلل والخبير الاقتصادي زيان زوانة ان الحديث ان اقامة مدينة ذكية في ظل وجود مديونية تصل الى 55مليار دولار ، مبينا ان هذه المدينة ليست اولوية بالنسبة للمواطن في ظل مايمر به الاقتصاد الاردني من معاناة  وعدم قدرة الحكومة على تحديد اولويات العمل بالنسبة لها .

واضاف زوانة ل الاردن 24 هناك ماهو اهم من طرح المدينة الذكية الان وهو توفير الامن الغذائي في ظل المتغيرات التي تجري بالعالم ومنها الانقلاب المناخي الذي اصبح يؤثر على   انتاج الغذاء وكذلك تامين حاجة المواطنين من الخدمة التعليمية والصحية ، متسائلا كيف ستتعامل الحكومة مع انتقال 200 الف طالب من المدارس الخاصة الى الحكومية او الى مدارس خاصة اقل تكلفة .

وختم زوانة مداخلته بالقول على الحكومة ان تتوقف عن نظم الشعر والتعامل مع واقع ارتفاع المديونية الى 53 مليار دولار والذي سيشكل 20% من الايرادات ومن لا يملك المال لا يستطيع الحديث عن المشاريع وعليها التعلم من التجربة المصرية في هذا المجال .

وحول ذلك قال الخبير والمحلل الاقتصادي محمد البشير ان الدول التي لديها قدرة مالية وبنية تحتية تستطيع ان تتماشى مع التطورات ومع تطورات ثورة الاتصالات العالمية ، مشيرا الى ان المالية العامة بالاردن مثقلة بالديون وهي من معيقات تحقيق هذا الحلم .

واضاف البشير ل الاردن 24 هناك اولويات لا بد من انفاذها قبل الحديث عن هكذا مشاريع وابرزها اصلاح الهيكل الاقتصادي ومعالجة السياسات الضريبية التي لا تساهم باعادة توزيع الثروة،  مبينا انه في ظل وجود مديونية عامة تصل الى 36 مليار دينار لا يمكن الحديث عن اية مشاريع مستقبلية سيما وان الحكومة مستمرة بالاقتراض .

وبين البشير ان هناك معيقات كبيرة قبل تنفيذ اي مشروع واهمها ارتفاع نسبة الفقر الى وصلت ل 30% والبطالة التي وصلت نسبتها حسب الاحصاءات الرسمية ل   25% ، معتقدا انه في ظل هذه المعيقات الحديث عن المدينة الذكية حديث ترفي وانه لن يتم في ظل الظروف المعطيات الموجودة بالاقتصاد الاردني .

من جانبه قال الخبير والمحلل الاقتصادي مازن مرجي اعتقد ان الحديث هو عن المدينة الجديدة والتي اعلنت عنها حكومة هاني الملقي سابقا واطلقت عليه مسمى جديد وهو المدينة الذكية والفكرة ماخوذه من مشروع نيوم السعودي ولكن بظروف مختلفة واريد ان انوه هنا ان المدينة الذكية تحتاج الى حكومة ذكية وهذا ما نفتقده .

واضاف مرجي ل الاردن 24 ان الحكومة بالعادة تطرح مشاريع وخطط جميلة ومثالية وهي بحاجة الى التمويل متسائلا من اين ستاتي الحكومة بالمال لتمويل المشاريع والخطط التي تطرحها ؟.

وختم مرجي مداخلته بالقول المدن الذكية بالعادة تكون فكرة رائدة لدعم الاقتصاد وتوفير الخدمات المثالية فهل الحكومة الحالية او غيرها قادرة على  ادارة هكذا مشاريع وهي لا تستطيع توفير خدمات نقل رائدة للمواطنين .