العاصمة الجديدة والمدينة الذكية وجهان لحكومات عاجزة
محرر الشؤون المحلية - ما نشر على لسان النطاق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول عن نية الحكومة بناء مدينة ذكية بالقرب من عمان والزرقاء لامتصاص الزيادة السكانية الهائلة ، قفز في الفراغ ، وبيع للوهم ، ومحاولة للتعمية لن تنطلي على احد ..
ففي الوقت الذي نعجز فيه عن تحريك حالة الاستعصاء الاقتصادية المزمنة خطوة واحدة الى الامام ، تتحدث الحكومة عن مشروع كبير يحتاج الى مليارات الدنانير ليرى النور ..
تحريك سوق العقار لا يكون بهذه الطريقة ، صحيح ان هذا اللغط قد يحدث اثرا متواضعا مرحليا في سوق العقار ، ولكن ماذا عن الضرر الذي يتركه هذا التصريح على مصداقية الحكومات ، والثقة بقراراتها ومشاريعها و نهجها ؟ كيف ستستعيد الحكومات هذه الثقة بعد هذا السيل الهادر من الالتزامات غير المتحققة والمشاريع الوهمية والخطط العشرية التي لم تحل اي مشكلة على الاطلاق ، لا بل عمقت الازمات و ضاعفت من اثارها السلبية على الناس ؟
عجز ومديونية وفقر وبطالة ، وتراجع في الخدمات التعليمية والصحية وتآكل في البنية التحتية ، و ادارة غير رشيدة ، و نهج جبائي محموم ، و تضخم اتى على القوة الشرائية للغالبية العظمى من المواطنين ، وتدني في الاجور، وثبات في الدخول ، وهروب للمستثمرين والاستثمارات ، وتضاعف اعداد الغارمين والغارمات ، ورغم هذه كله تتحدث الحكومة عن مشروع مدينة ذكية ، هي حالة من الانفصام الكلي عن الواقع ، وجهل بالتحديات التي تعصف بالوطن ، وعجز عن تحديد الاولويات وحل المشكلات ..
حكومة بشر الخصاونة التي تضيق ذرعا بالنقد، وتضيق الخناق على اصحاب الرأي ، وتحارب الصحفيين في لقمة عيشهم ،وتلجأ لاذرعها المالية لخنقهم بصمت ،عليها اولا ان تفكر جيدا بما تنجزه ،وما ستتركه من اثر ، لان لعنة الفقراء والسجناء واصحاب الرأي ستلاحقهم للابد..