ما سُبل دعم المقدسات في مواجهة تغول الاحتلال؟

في ظل ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا المسجد الأقصى المبارك، من اعتداءات ومخططات إسرائيلية غير مسبوقة وخطيرة، فإن هذا الأمر يتطلب اتخاذ خطوات فلسطينية وعربية عاجلة، لأجل دعمها وإسنادها في مواجهة الاحتلال وإجراءاته العنصرية.

ولا تقع مسؤولية حماية المقدسات ودعمها على عاتق الفلسطينيين وأهل القدس فقط، بل على الأمة العربية والإسلامية وشعوبها أجمع، وتحتاج إلى خطة استراتيجية وبرامج عملية جادة وحقيقية، وتحرك عاجل لإنقاذها من براثن الاحتلال، والعمل على تحريرها.

خطة استراتيجية

المرابطة المقدسية زينة عمرو تؤكد أن دعم وإسناد المقدسات الفلسطينية، وخاصة المسجد الأقصى، وحمايتها من اعتداءات الاحتلال وإجراءاته العنصرية، مسؤولية الأمة جمعاء، والحكام، وأيضًا المؤسسات الدولية والرسمية، والشعوب العربية والإسلامية.

وتقول عمرو، في حديثها لوكالة "صفا": إن "قضية المقدسات وحمايتها لا تقع على شخص أو جهة واحدة، فهي ملك للأمة، كما المسجد الأقصى، لذلك على الأمة أن تُركز دورهًا جيدًا في كيفية تحرير المقدسات وعلى رأسها الأقصى، وحمايتها، والتفكير في إزالة الاحتلال".

وتوضح أن "الاحتلال هو السبب الرئيس في معاناة الشعب الفلسطيني وكل المآسي التي حلت بفلسطين عامةً، والمقدسات خاصةً، لذلك على كل فرد أن يتحمل مسؤوليته لأجل تحرير هذه المقدسات".

وتضيف "الجميع مطالبون بأن يُكثفوا جهودهم، ويُوحدوا كلمتهم، وأن يُوجهوا البوصلة نحو القدس، وحماية المقدسات من الاحتلال الغاصب الذي يريد فرض سياسة أمر واقع، ويعمل ليل نهار لكي يُهود هذه المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى، لتصبح القدس مدينة يهودية خالصة".

وتتابع "على الحكام والرؤساء والأمة والهيئات أن تتحرك لإنقاذ القدس والمقدسات بأسرع وقت، وأن تعي تمامًا أن قضية القدس هي المعركة الفاصلة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، الذي يعمل لأجل تهويد المدينة ومسجدها، والمساس بكرامة الأمة".

والمطلوب لحماية المقدسات أيضًا، كما تؤكد عمرو، وضع خطة استراتيجية وبرنامج عملي للأمة، استعدادًا للمعركة الفاصلة لأجل إنهاء الاحتلال وتحرير القدس ومقدساتها.

وتطالب المرابطة المقدسية، أهل القدس بالصمود والرباط الدائم في القدس والأقصى، والتمسك بأرضهم ومقدساتهم، وتكثيف شد الرحال إلى المسجد المبارك، والوقوف كالجبال في وجه الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي تسعى لتدمير كل شيء.

وتضيف "المطلوب منهم مزيدًا من الصمود والثبات، حتى لو لم يوجد دعم، في ظل تخلف الأمة وجعل أهل القدس يقفون لوحدهم في مواجهة الاحتلال، لكنهم لن يتخلون عن واجبهم الحقيقي إزاء القدس ومقدساتها، رغم كل الظروف".

"الوسيلة الأنجع"

أما مدير دائرة الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى الشيخ رائد دعنا فيقول لوكالة "صفا" إن الوسيلة الأنجع لحماية ونصرة المقدسات، وخاصة الأقصى، الرباط اليومي داخل المسجد.

ويضيف "دائمًا نطالب أهل القدس والداخل المحتل والضفة الغربية بتكثيف سواد المسلمين بالمسجد حتى نقف سدًا منيعًا أمام اقتحامات المستوطنين".

ويوضح أن الاقتحامات تشكل امتدادًا لإحراق المسجد على يد المتطرف مايكل دينيس روهان قبل 53 عامًا، و"الذي ما زال يسرح ويمرح في ساحات الأقصى من خلال تلك الاقتحامات وإقامة الطقوس التلمودية، وما زال متواجدًا على أبواب المسجد متمثلًا في شرطي متطرف يُضيق الخناق على المسلمين والمرابطين".

ويتابع أن "مايكل دينيس ما زال أيضًا متمثلًا في الحكومة اليمينية المتطرفة التي تعمل وتساعد المتطرفين الذين يسعون لهدم الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم".

ووجه دعنا رسالة للعالم العربي والإسلامي، قائلًا إن" المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين وأهل القدس وحدهم، بل لكل المسلمين في كافة أنحاء المعمورة، وسوف يُسألون عن تقصيرهم إزاء المسجد المبارك، وحتى المقدسات الإسلامية".

وينتقد دعنا صمت الشعوب العربية والإسلامية وعدم تحركها لحماية المقدسات، وخاصة الأقصى، قائلًا: "رغم شدة ما يتعرض لها من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية، وارتفاع في وتيرة الاقتحامات، إلا أننا لم نرى أي تحرك رسمي أو شعبي عربي".

ويؤكد أنهم يتطلعون "لوقفة مشرفة من تلك الشعوب تجاه المسجد الأقصى، وضغطًا على الحكومات، وتنظيم تظاهرات أمام السفارات الأجنبية، وتبيان أن المسجد ليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، وإنما مسؤولية كل فرد من أفراد العالم العربي والإسلامي".

ويتطلب دعم المقدسات أيضًا، كما يؤكد مدير دائرة الوعظ والإرشاد، وقفة جادة من كل عربي حر بأن يقفوا مع أصحاب الحق والقدس وفلسطين ومقدساتها.

تفعيل القضية

أما المرابطة المقدسية خديجة خويص فتقول إن هناك عدة وسائل وآليات لدعم المقدسات بما فيها المسجد الأقصى، أبزرها التواجد والرباط الدائم، وتكثيف حلقات العلم وحفظ القرآن الكريم داخل المسجد، وتنظيم المخيمات الصيفية.

أما الوسيلة الثانية، وفق حديث خويص لوكالة "صفا"، فتكون عبر النشر الواسع عن قضية المسجد الأقصى، وعمليات تهويده، ومحاوله تقسيمه، وعن الاقتحامات المستمرة، وتوعية الناس بخطورة تفريغه من المرابطين والمرابطات، ومن رواده، وأيضًا من خطورة الإبعاد عنه.

وتوضح أن الوسيلة الثالثة تتضمن دعم هؤلاء المرابطين والمرابطات لتمكينهم من دخول الأقصى، والحفاظ على المقدسات.

وتطالب بضرورة تفعيل قضية الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات دوليًا، من خلال الوصول إلى المحاكم الدولية، ووقف سياسة الإبعاد والمنع، باعتبارها غير قانونية، بالإضافة إلى جلب الانتباه نحو الأقصى، وقضية المبعدين والمبعدات.

وتتابع "نحن لا نعول على الحكام العرب، لكن يجب توعية الشعوب العربية والإسلامية بقضية القدس والأقصى، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمقدسيين خاصةً والمقدسات عامةً، وإبقاء القضية حية مشتعلة في قلوب الناس".

صفا