"الشرق الأوسط" تطلق استراتيجية التعليم والتعلم للأعوام 2022 – 2025 لربط التعليم بسوق العمل



أطلقت جامعة الشرق الأوسط استراتيجة جديدة بعنوان: التعليم والتعلم في جامعة الشرق الأوسط للأعوام 2022-2025، ضمن لقاءٍ حواريّ عقدته الجامعة لرصد احتياجات سوق العمل وتوجيه المخرجات التعليمية نحو تخصصات تقنية تطبيقية جديدة لم يعد الميدان يتسع إلا لها.

واستعرض اللقاء الذي عقد برعاية رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الأستاذ الدكتور ظافر الصرايرة، استحداث الجامعة لمجموعة من التخصصات التي تمثل انتقالًا نوعيًا لمفهوم التعليم الجامعي والتي منها: الأمن السيبراني، وهندسة البرمجيات، والعلاج الطبيعي، تصميم المنتجات، وتصنيع المستحضرات التجميلية والكيماوية، والذكاء الاصطناعي لبرامج البكالوريوس، والترجمة التطبيقية، والأعمال الإلكترونية لبرامج الماجستير.

وتناول اللقاء الذي شارك فيه رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور يعقوب ناصرالدين، ورئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، بحضور مجموعة من الأكاديميين، والإعلاميين، ورجال الأعمال، ومهنيين صناعيين، أبرز التوصيات للمواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور الصرايرة في اللقاء الذي أداره عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام بالجامعة الإعلامي الدكتور هاني البدري، إن فلسفة هيئة اعتماد مؤسسات التعليم وضمان جودتها تنطلق من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في ضرورة تطوير مؤسسات التعليم العالي لتواكب المستجدات العالمية مع المحافظة على الهوية الوطنية ومرتكزات المجتمع الأردني، حيث تعمل الهيئة على المتابعة المستمرة لمؤسسات التعليم العالي لتحقيق التطور والجودة في التعليم والتعلم وضبط مخرجاتهما لتتوائم واحتياجات ومتطلبات سوق العمل، وأن ذلك يظهر من خلال اتخاذها لقرارٍ جريء يصب في مصلحة الطلبة وسوق العمل، تمثل بعدم إدراج 42 تخصصًا من التخصصات الراكدة والمشبعة ضمن القبول الموحد للعام الجامعي 2022/2023.

بدوره، قال رئيس مجلس الأمناء الدكتور ناصرالدين إن هذا اللقاء يأتي لحرص الجامعة على تطوير برامجها وخططها الدراسية، وتجويد التعليم من منطلق القيم التي تؤمن بها، كالتعليم المتميز بمدخلاته ومخرجاته، مؤكدًا ضرورة المواءمة بين ما يدرسه الطلبة وبين متطلبات سوق العمل.

وأعرب عن اعتزازه بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة التعليم العالي الأردنية وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان وجودتها في القيام بوضع استراتيجية تطبيقية للإطار الوطني الأردني للمؤهلات.

من جانبها، قالت رئيسة الجامعة الدكتورة سلام المحادين إن هذا اللقاء تتقاطع أركانه مع عدد من المفاصل المهمة، على رأسها إطلاق استراتيجية التعليم والتعلم لجامعة الشرق الأوسط للسنوات الثلاث القادمة ضمن خطة الجامعة للتحول للتعلم التطبيقي والتقني في مرحلة تشهد فجوة كبيرة بين احتياجات السوق ومخرجات الجامعات، مؤكدةً أنه لا يوجد ما يسمى بالتخصصات الراكدة، وإنما هناك خريج راكد تنقصه المعارف والمهارات.

وفي سياقٍ متصل، قال وزير الإعلام السابق المهندس صخر دودين إن الخريج غير المهييء يعتبر عبئًا على مؤسسات العمل، مشيرًا إلى أنه لا بد للمعرفة من إتاحة الفرصة أمام الطلبة لترجمة الخيال الإبداعي، خاصةً في مجال الهندسة المعمارية.

وعن الاقتصاد الرقمي، بيّن المدير التنفيذي لـ"كابيتال بنك" الأستاذ داود الغول أن ١٦% حجم الاقتصاد الرقمي من الاقتصاد العالمي، وأن حاجة سوق العمل لخريجين في علوم البيانات والتحول الرقمي تتضخم، كاشفًا عن توجه البنك لتعيين أوائل الطلبة الخريجين من جامعة الشرق الأوسط، خاصةً برنامج التكنولوجيا المالية، وذكاء الأعمال.

ودعا الرئيس التنفيذي لشركة ميناايت بشار الحوامدة إلى ضرورة عدم التركيز على الشهادات بل على المهارات، مبينًا أن التحول الرقمي لا يزال في بداياته المتواضعة.

وذكر نقيب أصحاب محال المجوهرات ربحي علان أنه عندما تتاح الفرص للأردني فإنه سيكون قادرًا على إيجاد البدائل، وهو ما حدث عند صدَّر الأردن إلى أميركا ما يعادل 200 مليون دينار من الذهب.

وأشار ممثل شركة الكاملة لتكنولوجيا الطباعة المهندس أيوب ناصر الدين، إلى أن التحديات تتمثل بصعوبة إيجاد مهنيين أكفياء.

وكشف رئيس تحرير صحيفة الغد مكرم الطرونة خلال حديثه عن ما ساهمت به التطبيقات الذكية في تشغيل عددٍ من الشباب، قائلًا:"ما ساهمت به يعتبر أعلى مِمَّا فعلته الحكومة"، داعيًا إلى دراسة الإعلام الرقمي كتخصص مطلوب في سوق العمل المحلي والدولي، خاصةً أنه يتيح لدارسه تعلم عددٍ من المهارات المرتبطة بتكنولوجيا التصوير، والتصميم، وقراءة البيانات من خلال الانفوجراف، بعيدًا عن منهاج الصحافة التقليدي.

وفي مداخلةٍ لنائب رئيس هيئة المديرين في الجامعة الدكتور أحمد ناصر الدين، أكد فيه أهمية إعادة النظر في بعض التخصصات من حيث الشخص المؤهل للتدريس فيها، حيث أن العلم الذي يُدرّس يتطور بشكلٍ يستعدي معه فهم النمط الجديد للعملية التعليمية، مؤكدًا أن استراتيجية الجامعة الجديدة توفر برامج تدريبية لأكاديميها حتى يحققوا تطلعاتها.

وبيّن ممثل قطاع الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل، عضو غرفة صناعة الأردن المهندس أحمد البس، أن المهارات التي يحتاجها القطاع مفقودة، مؤكدًا أهمية تدريب الطلبة على المهن التطبيقية، ودراسة تطبيقات ذات صلة بالصناعات الكيماوية لما في ذلك من دورٍ كبير في رفد هذه القطاعات بالمهرة المتخصصين.

وشهد اللقاء حوارًا موسعًا شارك فيه عدد من الأكاديميين، والإعلاميين، ورؤساء تحرير الصحف اليومية، وناشري المواقع الإلكترونية، وممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة.