قصة "مؤثرة".. كيف وصل لاجئ يمني "بأعجوبة" إلى هولندا؟
واجه لاجئ يمني الأمرّين على يد الشرطة الحدودية في كل من بيلاروسيا وبولندا، بعد أن باع مورد رزقه الوحيد لبلوغ حلمه الأوروبي.
أطلقت عليه الشرطة الكلاب البوليسية وأجبرته على تنظيف الفضلات وضربته بشكل مبرح، كما يقول.
وبحزن ومرارة، ينقل أكرم مأساة حقيقية عاشها على الحدود الأوروبية، ورغم أنها تُوجت في النهاية بالوصول إلى أمستردام في هولندا، حيث يحلم بالاستقرار، لكنه لا ينسى مرارة التجربة وقساوتها.
وكشف أكرم خلال حديثه لقناة black box على موقع يوتيوب، محطات رحلته المحفوفة بالمخاطر، التي واجه خلالها الموت أثناء عبوره الغابات، وكانت شاهدة على وصايا لاجئين سبقوه، وغير معلوم بأي مصير انتهت رحلتهم.
ويقول أكرم، الذي اقترح عليه صديقه الهجرة أثناء لعبهما لعبة ”ببجي": ”فكرة الهجرة لم تكن في بالي، لكن نصحني بها أصدقائي بعد انسداد الآفاق في بلدي، وقررت أن أبيع الباص الذي أملك وخوض التجربة".
وكانت الانطلاقة من مصر والسعودية ثم أوزبكستان حيث سعى للحصول على فيزا سياحية لدخول بيلاروسيا، لكن المحاولات لم تنجح إلا حين توجه نحو روسيا ومنها نحو مينسك عاصمة بيلاروسيا.
ويوضح: ”عبرنا الحدود بالسيارة، لم يكن هناك منفذ حدودي، لكن الشرطة أمسكت بنا واقترحت علينا الإقامة المؤقتة مقابل مغادرة البلاد، لكننا رفضنا ذلك".
وتابع: ”قررنا حينها تغيير المكان، تواصلنا مع أحد المهربين عبر وسائل التواصل، ونقلنا للمنطقة الحدودية المحرمة بين بيلاورسيا وبولندا".
ومن هنا بدأت معاناة أكرم والمجموعة التي ترافقه حيث علق طيلة 23 يوما في الغابات، في حين رفضت القوات البيلاروسية والبولندية دخولهم أراضيها.
ويضيف: ”أثناء تواجدنا في الغابة صنعنا سلّماً أسميناه سلّم السعادة والنجاة، وأخذناه على السياج الحدودي، وتمكنت من العبور مع 3 من الأشخاص، بينما أمسكت الشرطة الحدودية بالمجموعة المتبقية".
وتمكن أكرم بعد محاولة أخرى مع مهرب من دخول بولندا، وتمكنت السيارة الأولى من نقل المجموعة الأولى، كانت المفاجأة حين أوقفت الشرطة السيارة الثانية التي استقلّها.
ويلفت: ”حققت الشرطة معنا وبعد أن أخذت منا هواتفنا، رمونا في الغابة".
وأثناء تواجده في الغابة، يكشف أكرم عن عثوره على وصايا لاجئين مروا من ذلك الطريق دونوا فيها عبارات اعتذار حزينة لأهاليهم، كما أن ملابسهم وأغراضهم كانت مرمية.
ويتابع: ”لجأنا من شدة الجوع والعطش والتعب إلى شرطة الحدود، لكن كانوا يضربوننا بشدة.. كنا نقول لهم جئنا لنعيش، لكن لم يرحمونا".
وأردف: ”كدنا أن نأكل بعضنا بعضا من شدة الجوع".
وفي إحدى محاولات بحثهم عن الطعام، أطلقت عليهم الشرطة الكلاب، رغم استجدائهم لهم بأنهم لم يكونوا سوى جائعين، ويبحثون عما يسد جوعهم فقط.
وبعد تعنيفهم بشدة رموا بهم في كوخ، حسب وصفه.
ويكشف عن إجبارهم على تنظيف فضلات الحيوانات لساعات طويلة دون تقديم الطعام لهم.
ووصل أكرم حينها إلى مرحلة من اليأس والانهيار، كان مستسلما للموت في ظل تلك الظروف القاسية، حتى ظن أنها كانت النهاية.
لكن، مع عودتهم إلى المنطقة الحدودية قرروا استكمال الرحلة، ثم نجح مهرب في نقلهم إلى مينسك.
ويقول: ”الفرحة بالعودة إلى مينسك، تعادل فرحتي بالوصول إلى ألمانيا".
وفي نهاية المطاف، تمكن أكرم بمساعدة مهرب إلى عبور الحدود نحو ثلاث مدن بولندية، ثم الاتجاه عبر الجسر الحدودي إلى ألمانيا ومن ثم إلى هولندا.
وختم حديثه بالقول: ”وصلت إلى أمستردام مدينة أحلامي أخيرا، ورغم ما عانيته أعتقد أن أوروبا تستحق".