اتساع رقعة عمليات المقاومة بالضفة.. الكابوس الذي يخشاه الاحتلال
تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من اتساع رقعة عمليات المقاومة في الضفة الغربية، لتطال أهدافا احتلالية على الطرق الاستيطانية والمستوطنات الإسرائيلية، وفق مراقبين.
وتنبع المخاوف الإسرائيلية من تشابه الإرهاصات التي تعيشها الأراضي الفلسطينية اليوم، بتلك التي رافقت اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، والتي اتسمت بتنفيذ عشرات العمليات الفدائية ضد الاحتلال ومستوطنيه.
ويرى المتابع للشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن "حكومة الاحتلال لا تخشى فقط عودة عمليات المقاومة للطرق الاستيطانية، بل وفقدان المستوطنين للأمن الشخصي".
وقال لـ"قدس برس" إن "إسرائيل" تتخوف أيضاً من "انفلات الأوضاع، وحدوث تحولات استراتيجية، ووقوع السلطة في حالة حرجة وصولاً إلى انهيارها، وبالتالي خلق تحديات جديدة قد تشكل تهديدات حقيقية على وجود الاحتلال وقوته".
ولفت منصور إلى أن تهديدات الاحتلال الأخيرة بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة، تندرج ضمن محاولاته الحيلولة دون انتقال العمليات من إطار دفاع المسلحين في المخيمات والمدن الفلسطينية، إلى الهجوم واستهداف المستوطنين والجنود الإسرائيليين.
من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، إن الكابوس الذي يلاحق المؤسسة الأمنية الاحتلالية، هو عودة سيناريو انتفاضة الأقصى، من خلال انتقال عمليات المقاومة من العشوائية إلى التنظيم، واستهداف الطرقات الاستيطانية والمستوطنات.
وأضاف لـ"قدس برس" أن "هناك حالة فريدة متجددة، متمثلة بتصاعد عمليات إطلاق النار، وإلقاء الزجاجات الحارقة حول الأهداف الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يصل إلى مرحلة ما كنا نشهده في انتفاضة الأقصى الماضية، التي حولت طرقات الضفة فيها إلى مناطق محرمة على المستوطنين"، مستدركاً: "لا يعني ذلك أننا لن نشهد ذلك لاحقا".
ورأى سمور أن تجرّؤ المستوطنين على جرائمهم، وتحت حماية جنود الاحتلال، يدلل على عدم وصول حالة الردع للمستوى المطلوب في الضفة الغربية.
ولفت إلى أن تكرار عمليات إطلاق النار، يدلل على استمرارية الحالة الكفاحية التي بدأت قبل عامين، مؤكداً وجود زيادة ملحوظة بأعداد المنخرطين في تنفيذ العمليات بالضفة، في سياق الردود الطبيعية على جرائم الاحتلال اليومية.
وعزا سمور تصاعد عمليات المقاومة أيضاً، إلى "وجود نماذج يقتدي بها الشبان، ومنهم الشهداء والمعتقلون، حيث أصبحوا أيقونات يحاكي الآخرون أسلوبهم في المقاومة".
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً كبيراً في عمليات المقاومة، على مستوى إطلاق النار؛ وإلقاء العبوات المتفجرة والحارقة.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" (مستقل) في تقريره الدوري لأعمال المقاومة 832 عملاً مقاوماً خلال آب/أغسطس الماضي، أصيب جراءها 28 إسرائيلياً، بعضهم بجراحٍ خطرة، فيما بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف إسرائيلية 73 عملية، معظمها في نابلس وجنين شمال الضفة الغربية.
القدس برس