#ومضة_توهم_المعرفة



ينقل عن الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ القول: " إن أكبر عدو للمعرفة ليس الجهل بل توهم المعرفة"
وحدنا العرب نتجرع الجهل ونتوهم المعرفة، أما الغرب الذي ينعم بالحداثة والتقدم العلمي والتكنولوجي، يدرك تمام الإدراك أنه لم يصل الى كامل المعرفة، وأن ما حققه يحتاج الى المزيد من التطور والابتكار، حتى في داخل البلد الواحد هناك فجوات معرفية وتوهم المعرفةً أصبح سائداً بل حقيقة مرّة، مع بالغ الأسف. فنحن لا يصدمنا الرقم حتى لو كان كبيراً، كنسبة الفقر والبطالة وغيرهما،  ونعاني أيضاً من عقدة المصطلح. ومن حُسن الحظ أن علامات توهم المعرفة واضحة يراها الآخرون إلا الشخص الذي يحملها. فمنذ سنوات ونحن نطارد خيط دخان من توهم المعرفة في كافة القطاعات؛ فمثلاً نعتقد أن لدينا أفضل برامج تعليمية ودراسات عليا في المنطقة، ونلهث وراء التصنيفات العالمية، ونخفق فيها ثم نعود ونلهث وراء التصنيفات الضعيفة او غير المعروفة  لنثبت حالة الوهم المعرفي بأن برامجنا منافسة. وينطبق هذا القول على إصلاحاتنا الاقتصادية وتشجيع الاستثمار ؛ اذ ما زلنا ندور في الحلقة نفسها من التخبط والعشوائية والإرباك، وزادت نسبة الفقر والبطالة والعجز والمديونية ونحن نتوهم أن اقتصادنا مزدهر والقادم أفضل. بدأنا في المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية بجملة كبيرة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية، وزاد عدد الأحزاب، وأُقرت العديد من التشريعات النافذة حالياً، وما زال الوهم يسيطر علينا بأننا الأفضل والأكثر  تقدماً من غيرنا في مجال الديموقراطية والإصلاح والحريات العامة وغيرها . 
أعتقد جازمًا أن أزمتنا الحقيقية ليست في عدم القدرة على النجاح، وبلوغ المعرفة ؛ وإنما في توهم المعرفة، وتدوير المناصب؛ ومكافأة الفشل؛ وإقصاء الكفاءات؛ ومحاربة الابداع والمبدعين والباحثين والقادة الحقيقين في كافة مجالات الإصلاح  والريادة. 
إن علينا جميعًا: أفراداً؛ ومؤسسات العمل معاً من أجل التصدي لحالة الترهل والوهم الذي نحن فيه لولوج المئوية الثانية بكفاءة وقوة واقتدار. والله وحده ولي التوفيق.