للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا.. 3 وزراء من أصل أفريقي بحكومة تراس
تتضمن تركيبة الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة مرشحة حزب المحافظين ليز تراس، 3 شخصيات من أصول أفريقية تولت حقائب 3 وزارات مرموقة، هي: المالية، والداخلية، والشؤون الخارجية، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المملكة المتحدة، وفق ما أفادت به مجلة ”جون أفريك" الفرنسية
وقالت المجلة في تقرير نشرته، الثلاثاء، إن ”قرار تراس التي بدأت مهامها، في 6 أيلول/سبتمبر الجاري، غداة فوزها في الانتخابات وخلافة رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون، منحت للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا 3 مناصب حكومية كبرى في وقت واحد لمسؤولين ذوي أصول أفريقية، وهم كواسي كوارتنج، وسويلا برافرمان، وجيمس كليفرلي".
وأضافت أن ”المرة الأولى التي انضم فيها رجل أسود إلى الحكومة البريطانية كانت، في 2002، عندما تم تعيين بول بواتينج وزيرًا للمالية، وتحديدًا في عهد رئيس الوزراء من حزب العمال توني بلير، وأنه من المفارقات أن حزب المحافظين، بقيادة الرئيسة الجديدة للحكومة تراس، هو الذي سعى للتنوع في تعيين أعضاء الحكومة الجدد، إذ لأول مرة في التاريخ، ستتولى الشخصيات السياسية السوداء أهم 3 حقائب وزارية للحكومة البريطانية، ورغم أنهم ينحدرون من عائلات من أصل أفريقي، هاجرت إلى بريطانيا، إلا أن الوزراء الجدد يتخذون موقفًا متشددًا ضد الهجرة والمهاجرين الأفارقة".
ووصفت وزير المالية الجديد، كواسي كوارتنج، وهو من أصل غاني، ”بالشخصية المتعالية الليبرالية في السياسة المالية، وأنه أول شخص من غير البيض، يشغل هذه الحقيبة في الحكومة البريطانية، وأنه يبدو مسؤولًا مؤيدًا لمشروع خفض الضرائب، وتحرير اقتصاد السوق، ويأتي تعيينه في الوقت الذي تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية خطيرة، وتشهد معدل تضخم قياسيًا بلغ، في يوليو الماضي، 10.1٪ ، وهي نسبة لم تشهدها بريطانيا منذ 1982".
وأوضحت أن ”كواسي كوارتنج كان نجلًا لمهاجرين وصلا إلى بريطانيا في الستينيات، واتبع المسار النموذجي للنخبة البريطانية، وتم انتخابه عضوًا بالبرلمان، في 2010، لكن بالنسبة للصحافة البريطانية، فإن خريج جامعة كامبريدج يدين بصعوده السياسي فقط إلى صداقته مع تراس، التي كانت حتى ذلك الحين مسؤولة عن الشؤون الخارجية، فهما صديقان ينتميان لحزب المحافظين، ويقيمان في الشارع نفسه في غرينيتش، وهي منطقة جنوب غرب لندن".
وبحسب التقرير، فإن ”سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية الجديدة تثير الاهتمام إذ إن تعيينها على رأس وزارة الداخلية يمثل تتويجًا لصعودها داخل تشكيل سياسي خاص، حيث ميزت نفسها بمواقفها المؤيدة لسياسة أكثر صرامة للتحكم بتدفقات الهجرة، حيث تواجه البلاد أعدادًا متزايدة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون بحر المانش، وهي مواقف فجرت موجة من الجدل حول برافرمان بسبب أصولها".
وأشار إلى أنه ”في اليوم التالي للإعلان عن حكومة المملكة المتحدة الجديدة، غردت برافرمان عبر صفحتها على ”تويتر" قائلة، لنجعل شوارعنا أكثر أمانًا، وندعم خدماتنا الأمنية ونحكم السيطرة على الهجرة، وهو موقف يأتي رغم أصولها الأفريقية"، مبينة أن ”سويلا برافرمان ولدت 1980 لأب كيني وصل إلى إنجلترا هربًا من الحرب الدائرة في بلاده، وأم من جزيرة موريس وذات أصل هندي، ووصلت إلى البرلمان في 2015".
وختمت ”جون أفريك" تقريرها بالقول إن ”الشخص الأفريقي الثالث الذي حظي بمنصب مرموق في حكومة تراس هو جيمس كليفرلي، الذي يتولى حقيبة الشؤون الخارجية، ويوم تعيينه، أصبح كليفرلي البالغ من العمر 53 عامًا، أول أسود يقود الدبلوماسية البريطانية، لكن سيكون أمامه الكثير من المهام العاجلة والثقيلة، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وضع أيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وهو ما قد يعقّد مهمته بالنظر إلى أنه شخصية غير معروفة على الساحة الدولية، وبحسب عدد من الملاحظين، فإن دخول جيمس كليفرلي إلى الحكومة الجدية هو مكافأة على ولائه لرئيسة الوزراء".وكالات