سَلامٌ على ضَحايا اللويبدة



نُفوسٌ عَلينــا أَنْ نَصونَ ذِمارَهــا
تَركنــا الرَّزايـــا تَستَبيــــحُ دَمارَهــا

سَلامٌ على الماضينَ تحتَ سُقوفِهِمْ
سُقوفٌ تُباري في السُّقوطِ جِدارَها

وَوِلدانُهمْ يَستصرِخونَ فلا أَبٌ
يَـردُّ ولا أُمٌّ تُجيــبُ صِغارَهــا

وأَنفاسُهُمْ تحتَ الرُّكامِ تَقطَّعَتْ
وأَظلَمَ لَيلُ الحادِثاتِ نَهارَهــا

كأَنَّ المنايا بعدَ حَتـفٍ تَهارَبَتْ
وَتَخشى جَواها أَنْ يَرُدَّ مَسارَهـا

سَلامٌ على الباكينَ مِلءَ قلوبِهِمْ
وهَيهـاتَ دَمـعٌ أَنْ يُواريَ نارَهــا

وما انْهارَ بَيْـتٌ فَوقَ رأسِ أَحِبَةٍ
وَلـكِنْ بِلادٌ قَد شَهِدنا انْهيارَهــا

إِلى اللهِ نَشكو مَنْ يَسومُ بِلادَنا
عَذاباتِ قَهـرٍ قَد سَئِمنا أُوارَهــا

تَخَلَّـتْ كِرامُ النَّاسِ عن بَيرقِ العُلا
فَجاسَـتْ لِئامٌ تَستَبيــحُ دِيارَهـــا

وَلَوْ ظَلَّ فينـا مِنْ إبـاءٍ خَصيصَـةٌ
لَكانَ حَرامــاً أَن يَشُمّـوا غُبارَهــا

وفي الحَلقِ غُصَّةٌ وفي القَلبِ ثَورَةٌ
يَكـــادُ شَـــرارٌ أَنْ يُفَـجِّــرَ نـارَهــــا

إذا المَرءُ أَعيَتهُ المَصائبُ حِيلَةً
فَطوبى لِمَنْ جَعَلَ التَصبُّرَ دارَهـا