ما لم ترويه الصور في حادثة اللويبدة.. الامن يكشف خفايا من عمليات الانقاذ
كشفت مديرية الأمن العام بعض الخفايا التي لم تستطع كاميرات المصوّرين توثيقها خلال عمليات الإنقاذ التي شهدتها عمارة اللويبدة التي انهارت بشكل تسبب بوفاة (14) شخصا واصابة نحو (10) آخرين.
وقالت المديرية، إنه وخلال الحادثة، "رسخت قيادة الأمن العام مبدأ التخصصية، ومنحت كوادر الدفاع المدني الثقة والدعم المعنوي الكبير، ورفضت الاستعجال أو الضغط على الكوادر العاملة، والتي بدا جلياً أنها كانت تعمل بدراية ومعرفة. في ظل تنسيق منقطع النظير بين وحدات الأمن العام الشرطية، وقوات الدرك، وطواقم الدفاع المدني، بجمع المعلومات عن المحاصرين، وعزل المنطقة، وتوفير الإمدادات والاتصالات، والحفاظ على السلامة العامة".
وأضافت المديرية أن "البحث والإنقاذ علم قائم بذاته يتطلب مهارات وخبرات ومعدات وتدريبات، والعمل في موقع المبنى المنهار بالتحديد تطلب جهداً مضاعفاً، وحكمة في اتخاذ القرارات، ولم يكن مجرد إزالة ركام كما تصوره البعض، بل بحثاً حذراً، بين طبقات الإسمنت وأطنان الأنقاض، التي تم اختراقها بمعدات يدوية منعاً لانزلاقها أو سقوطها، الأمر الذي مثّل سبباً مباشراً في العثور على الناجين".
وتابعت: "خلال البحث، حافظ فريق الإنقاذ على الشكل الذي أخذته الطبقات المنهارة باستخدام تقنيات التدعيم، وقاموا بحفر فتحات وأنفاق داخلها، واستخدموا كاميرات البحث بين الأنقاض، ثم كلاب البحث، ثم مرّ المنقذون عامودياً وأفقياً بين الشقوق والفتحات التي تم حفرها إلى أن تمكنوا من العثور على المحاصرين".
وأشارت المديرية إلى "العلاقة الإنسانية العميقة نشأت بين العاملين في الموقع وضحايا الحادثة (الناجون، ومن توفاهم الله)، حيث عرف الضباط والأفراد أسماء وأعمار المحاصرين، وأفراد أسرهم، وأماكن تواجدهم قبل الحادثة، وكانوا يقولون اقتربنا من فلان، وإن شاء الله فلان يكون على قيد الحياة، وسمعنا صوت فلان، وبقي في هذا الطابق فلان وفلان.ركما عرف الناجون وجوه وأسماء منقذيهم وسألوا عنهم وأصر البعض على العودة لشكرهم ولو لاحقاً".
وقالت مديرية الأمن العام إن وسائل الإعلام والأهالي والمواطنين في المنطقة مارسوا أعلى درجات الالتزام والمهنية، دون أي تجمعات تعيق العمل، باستثناء بعض الحالات الفردية – في الساعات الأولى من الحادثة- والتي تم تجاوزها سريعاً.
ولفتت المديرية إلى "الفرحة الكبيرة التي غمرت المنقذين عند العثور على الطفلة ملاك بعد 26 ساعة، مدتهم بطاقة ايجابية كبيرة، ومن عثر عليها أولاً روى أنه وجدها تحت طبقات الأنقاض نائمة داخل عربتها بطمأنينة وعندما همّ بحملها بكت وأبكت الكثيرين".
وأشارت إلى "قصة إنسانية كبيرة استمرت لحوالي 6 ساعات وكأنها عمر بأكمله، وهي الساعات التي استغرقها تحرير "هاني رستم" منذ لحظة وصول فريق الإنقاذ إليه وحتى خروجه، أظهر فيها هاني شجاعة كبيرة، وتبادل أطراف الحديث مع أعضاء الفريق الذين لم يتوقفوا عن طمأنته والحفر حوله بحذر خوفاً من انزلاق الأنقاض".
وأضافت: "أعضاء الفريق كانوا قد سمعوا هاني ينادي :"يا الله، هيني هون" فأطفئوا كل المعدات واستمعوا له وردوا: "احنا فريق البحث والإنقاذ احنا موجودين معك، توكل على الله واتطمن رح نظل معك لمّا نطلّعك".
وأكدت المديرية أنه ورغم كلّ الألم الذي أصابنا بفقدان الضحايا – نسأل الله أن يتغمدهم برحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان- فإن حادثة اللويبدة جمعت قلوب الأردنيين.