هل من مبرر للقلق حول استخدام شبكات الـ"واي فاي" العامة؟

تشكّل الخصوصيّة الرقميّة مصدر قلق للكثيرين بين الكاميرات المفتوحة وكلمات المرور المُعاد استخدامها، وصولاً إلى استخدام شبكات الـ"واي فاي" العامة، وما يُمكن أن يكشفه المقرصنون من معلومات أثناء اتصالنا بها. فهل هذا القلق حيال الاتصال بهذه الشبكات مبرّر؟

في تقرير أجرته "واشنطن بوست"، بالتعاون مع خبراء في الأمن السيبرانيّ من شركة "أفاست"، قام معدّو التقرير بالدخول إلى شبكة "واي فاي" عامّة تزامنًا مع دخول خبراء "أفاست" إليها أيضاً، واتّضح أنّ ما يمكن كشفه هو معلومات أساسيّة فقط، كنوع الجهاز المستخدم للاتصال، وتوقيت الاتصال، وهي معلومات لن تفيد المتسلّلين كثيرًا إذا ما كانوا يتطلّعون إلى السرقة.

في السابق، كانت الأغلبية العُظمى من زيارات الويب غير مشفّرة، ممّا يعني أنّ أيّ شخص يتمتّع بالذكاء الكافي للتجسّس على الشبكة يُمكنه رؤية كلّ ما تكتبه في موقع الويب.

بحلول العام 2017، تغيّرت المعادلة، حين أصبحت أكثر من نصف حركة مرور الويب تستخدم بروتوكول "HTTPS" المشفّر، الذي قد تتعرّف عليه من أعلى متصفّحك، وفقًا للبيانات التي تمّ الحصول عليها من متصفح "فايرفوكس".

واليوم، عددٌ قليلٌ فقط من المواقع الشرعيّة لا يزال غير مشفّر، مع إخفاء أكثر من 90 في المئة من صفحات الويب المحمّلة في الولايات المتحدة عن أعين المتطفّلين.
وفقًا لبيانات "فايرفوكس"، هذا يعني أنّه حتى لو استخدم شخص ما شبكة عامة للتجسّس عليك، فإنّ ما اكتشفوه قد لا يكون ذا قيمة كبيرة، حسبما اعتبر عالم الأبحاث الرئيسيّ في شركة الأمن "سوفوس" تشستر ويسنيسكي.

وبالرغم من ذلك، فإن أيّ شخص آخر يتعامل مع بيانات حسّاسة يُمكنه استخدام شبكة افتراضيّة خاصّة موثوقة (VPN) لإخفاء أنشطته، بحسب مؤسّس شركة استشارات الأمن السيبرانيّ Vigil Security روس هوسلي.

أضاف هوسلي: "نظراً لأنّ شبكات VPN تخفي عنوان الـIP الخاصّ بك ونشاط الويب عن الجميع، باستثناء مزوّد الـVPN، فإنّها تساعد على الحماية من القرصنة. لكن علينا أن نعلم أنّه شبكات VPN ليست كلّها جديرة بالثقة، والعديد منها يفشل في الحماية من المراقبة الحكوميّة، إذا كنت مسافرًا إلى الخارج".

بدوره، أكّد كبير مسؤولي ال#تكنولوجيا في شركة "موزيلا" المصنّعة لمتصفّح "فايرفوكس" أن استخدام شبكة "واي فاي" عامّة آمنٌ طالما أنّ جهاز الكمبيوتر الخاصّ بك محدّث وأنّك تقوم بتشفير جميع بياناتك.