"لا لأسرلة التعليم".. المقدسيون يقاومون فرض المناهج الإسرائيلية على أبنائهم

يتواصل حراك الآباء الفلسطينيين لمقاومة حملة إسرائيلية لفرض مناهج معدلة في المدارس الفلسطينية شرقي القدس المحتلة، رافعين شعارات "لا لأسرلة التعليم" و"لا للمنهج المحرف".

وأقام عدد من الآباء المحتجين فعاليات لتوزيع الكتب الدراسية الخالية من التغييرات الإسرائيلية على الطلاب في مناطق بيت حنينا ومخيم شعفاط بالقدس الشرقية.

وقالت أم يزن العجلوني -وهي توزع الكتب غير المعدلة في مبنى ملحق بمدرسة الإيمان الابتدائية في بيت حنينا- إن المنهج الفلسطيني "يدل علينا، على تراثنا، على ديننا، على تاريخنا، على العقيدة التي تربينا عليها". وأضافت أنهم يرفضون أي منهج آخر يخرب هذه التربية.

ونشر الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة للتغييرات التي فرضتها سلطات الاحتلال، ومن بينها حذف بيت شعر يتحدث عن الحواجز الإسرائيلية في قصيدة بكتاب اللغة العربية، ورسوم للمفتاح الذي يعد رمزا للاجئين الفلسطينيين في كتاب للرياضيات، وفقرة عن المعاهدات التي قسمت الشرق الأوسط في كتاب للجغرافيا.


 ومن بين التغييرات التي فرضتها بلدية الاحتلال بالقدس الشرقية أيضا تغيير سؤال يطلب من التلاميذ تسمية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بسؤال آخر يطالبهم بتسمية "طائر السلام"، وكذلك تغيير نص يتهم إسرائيل بتدمير التراث الفلسطيني وسرقة القطع الأثرية ووضعت معه خريطة لا تتضمن إسرائيل.

وكتبت وزيرة التعليم الإسرائيلية يفعات شاشا بيتون على تويتر الشهر الماضي أن المدارس في القدس الشرقية "تصور الجنود الإسرائيليين على أنهم قتلة وتمجد الإرهابيين"، وهددت تلك المدارس بسحب تراخيصها إذا لم تعدل تلك المناهج.


المقدسيون أغلقوا المدارس منتصف الشهر الماضي احتجاجا على محاولة فرض المناهج المعدلة (رويترز)
وتقول سلطات الاحتلال إن الكتب المدرسية الفلسطينية بها محتوى يرقى إلى "التحريض على الدولة الإسرائيلية" وقواتها الأمنية، وسعت في يوليو/تموز الماضي إلى إلغاء تراخيص مدرسة الإيمان و5 مدارس أخرى في القدس الشرقية، بعد أن منحتها مهلة سنة واحدة لتعديل المناهج التي كانت قد أقرتها السلطة الفلسطينية.

ومنذ عام 1967، يتصدى الآباء والمعلمون الفلسطينيون لمحاولات متتالية لفرض المناهج الإسرائيلية في مدارس القدس الشرقية.

ونظم الآباء وقفة احتجاجية أمام إحدى المدارس الاثنين الماضي، وقبل ذلك نظموا إضرابا في المدارس منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال الفلسطيني طارق عكاش -خلال وقفة الاثنين- إنهم لن يسمحوا بغسل أدمغة أبنائهم، مبينا أن تغييرات الاحتلال تهدف إلى محو الذاكرة الفلسطينية.

المصدر : رويترز