عن جدوى الدعوة ل مؤتمر المؤثرين و الاردنيون انفسهم يفضلون السياحة الخارجية ؟



أحمد الحراسيس - 

شهدت منطقة البحر الميّت، الاثنين، انطلاق أعمال منتدى جمع نحو (500) من "المؤثرين العرب" برعاية وزير السياحة نايف الفايز وتنظيم هيئة تنشيط السياحة وشركة إماراتية، بهدف "استكشاف الأردن بعيون المؤثرين ولجماهيرهم".

الفكرة في شكلها جميلة، لكن هذا إذا كنّا قد أكملنا انجاز الأساسيات وأصبحنا في وضع يسمح لنا بترويج المنجزات، أما والمواقع السياحية تعاني الإهمال وسوء الخدمات وانخفاض مستوى النظافة، اضافة إلى ارتفاع أجور الفنادق والغرف الفندقية، إلى جانب الضرائب والرسوم الكثير التي تُفرض على السلع والخدمات، وفي ظلّ استمرار وجود شكاوى من أداء مكاتب وشركات سياحية ومنها ما جرى الاعلان عنه من قيام شركة بترك "سياح" في الصحراء قبل أسابيع، فإن الترويج لمنجزات سيكون قاصرا وأقرب إلى الخديعة وربما الفضيحة!

الأصل قبل الذهاب نحو الإعلام أن تكون بنيتنا التحتية جاهزة، مرافقنا السياحية مستعدة من ناحية النظافة وتوفّر المرافق الصحية اللائقة، مشروعنا السياحي واضح المعالم، الخارطة السياحية بائنة ومعروفة، الخدمات متوفّرة وفي أفضل حال، شبكة النقل والمواصلات لائقة، وأخيرا أسعارنا تنافسية.. عندها فقط يمكننا أن نقفز إلى المرحلة الأخيرة وهي اطلاق الحملات الترويجية وتخصيص مبالغ وموازنات من أجل جذب السياح، واللجوء لوسائل الإعلام والمؤثرين كجزء من الإعلام، وهنا نعني المؤثرين الحقيقيين وليس من يُصطلح على وصفهم بالمؤثرين أو تعتقد الوزارة وهيئة السياحة أنهم مؤثرون.

الأردنيون اليوم يسألون عن تعريف وزارة السياحة لـ "المؤثر"، وما هو معيار اختيار هؤلاء المؤثرين، هل هو "الانتشار"؟ هل هو عدد المتابعين؟ كيف تحققنا من دقة أعداد المتابعين؟ هل أصحاب محتوى لائق أم محتوى هابط؟! وإذا كان المحتوى هابطا فما القيمة المضافة التي سيقدّمها أحدهم؟ ألم يكن الأجدر أن نتوجه إلى وسائل الإعلام ومكاتب وشركات السياحة الاقليمية المتخصصة؟ ثمّ إذا أردنا "مؤثرين" فهناك أشخاص عُرفوا بمحتواهم الذي يروّج للسياحة أو يتناول عادات الشعوب، ما علاقة "خبيرة مكياج" بالسياحة؟ ما علاقة صاحب/ـة محتوى هابط بالسياحة وما هي نوعية الجمهور التي يتابعه أو يتابعها؟!

من غير المعقول، وفي ظلّ الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها الشعب الأردني، أن يرى المواطن أمواله التي تقتطعها الحكومة من قوت أبنائه تُصرف على منتديات وفعاليات من هذا النوع، وتحديدا إذا كان الصرف على "مؤثري وزارة وهيئة تنشيط السياحة"، فهناك أولويات يجب الإلتفات لها في قطاع السياحة ومنها الاهتمام بالمرافق السياحية وتخفيض كلف السياحة، فإذا كان المواطن الأردني يفضّل السياحة الخارجية على الداخلية ويعتبرها أقلّ كلفة وأعلى جودة وخدمة، فكيف سنقنع الأجنبي؟! ألا تُراجع وزارة السياحة أرقام الأردنيين الذين يسافرون خارج البلاد وتحديدا تركيا ومصر، إذ يكاد غالبية الأردنيين زاروا إحدى الدولتين!

الاردن24 توجهت منذ الأمس إلى وزير السياحة نايف الفايز ومدير هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات، للاستفسار حول الهدف من هذا الملتقى؟ وآلية اختيار المشاركين فيه، وما هو تعريف الوزارة أو الهيئة للمؤثر؟ ومن هي الجهة الممولة لهذا الحدث؟ وكم تبلغ الموازنة المرصودة له؟ وجدوى صرف هذه المبالغ على الفعالية، لكنّ أيّا منهما لم يُجب على الهاتف ولم يُجب على الأسئلة التي جرى إرسالها مكتوبة إليه، لتبقى هذه الأسئلة عالقة إلى أجل غير مسمّى..