تربويون في يوم المعلم: المعلمون قادة عملية بناء الدول، وآن الاوان لفتح صفحة جديدة



خاص - اجمع تربويون على ان الاحتفال بيوم المعلم لايكون بالاستعراض عبر الخطابات والرسائل التي تلقى من خلال الاذاعة المدرسية او من خلال التصوير بالمدارس بل يكون من خلال تكريم رسالة المعلم وابراز دوره بصناعة الانسان .

وقال الخبراء ان المعلم لايحتاج الى الاحتفالات الشكلية وينسى الجميع دوره في بناء الحضارة والاستثمار في الانسان والتعامل معه بانه صاحب رسالة تبنى على القيم يجب تكريمه واعادة دوره في بناء المجتمع .

السعودي: لا بدّ من دعم المعلم باعتباره قائد عملية بناء الدولة وتقدمها

وحول ذلك، قال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي أن يوم المعلم ليس عيدا بحدّ ذاته، لكنه يوم يذكّرنا بأهمية صاحب المهنة وصاحب الرسالة السامية، الذي يجب أن ننظر إليه على أنه صانع الأجيال والركن الأساسي في صناعة الانسان، وأنه هو الذي يستطيع أن يقود عملية بناء الدولة والتقدم بها، ويجب أن يكون له وضع خاص.

وأضاف السعودي لـ الاردن٢٤: المعلم كان له دور عظيم في بناء المجتمع، نظرا لما اكتسبه من خلال حياته العملية من قيم وعلم وخبرة، وهو ينقل كلّ ذلك للجيل الصاعد، فإذا كان المعلم مرتاحا من النواحي التربوية وتم تأمين كافة متطلباته المادية والمهنية ولديه حوافز وامتيازات خارج إطار العمل، سيما وأنه ينشغل طوال الوقت بالتدريس والتحضير، فإنه سيؤدي رسالته على أكمل وجه وسيكون مبدعا.

وأكد السعودي ضرورة وضع الخطط التي تدعم المعلم في المجتمع، معنويا وماديا، فلا يعقل أن يعمل المعلم بأكثر من وظيفة لسدّ احتياجته ولتوفير متطلبات أسرته.

ولفت السعودي إلى أن الاحتفاء بيوم المعلم يُفترض أن ننظر إلى جودة التعليم والاستثمار بالانسان لما له من مردود على المجتمع، مستغربا خفض الانفاق على التعليم من ١١% ليصل إلى ٩%.

النواصرة: المعلم يريد الاحترام وليس اضاءة الاماكن الاثرية احتفاء به!

من جانبه، قال نائب نقيب المعلمين، الدكتور ناصر النواصرة، إن يوم المعلم في هذا العام جاء في السنة الثالثة لاغلاق نقابة المعلمين، مشيرا إلى أنه "لا عيد للمعلم إلا بعودة نقابته وممارستها مهامها باعتبارها المظلّة الحقيقية له".

وأضاف النواصرة لـ الاردن٢٤ أن اضاءة الأماكن الأثرية كما فعلت الحكومة احتفاء بيوم المعلم لا تغني ولا تُسمن من جوع، فالمعلم لا يحتاج مثل هذه الفعاليات، بل يريد مزيدا من الاحترام والتقدير، ويريد أن يستعيد حقوقه المسلوبة، مشيرا إلى التناقض العجيب في الممارسات الحكومية، إذ تقرّ الحكومة تدريس مادة "الديمقراطية" لتعزيز مشاركة الطالب في الحياة العامة، في حين يشاهد نفس الطالب عملية اعتقال لمعلمه من قبل الأجهزة الأمنية إثر مطالبته بحقوقه وحقوق زملائه.

وأشار النواصرة إلى أن حقوق المعلمين تبقى منقوصة طالما أن الملفات مازالت عالقة، وعلى رأس تلك الملفات ملفّ المحالين إلى التقاعد المبكر والموقوفين عن العمل، وملفّ اغلاق النقابة ومنعها من ممارسة عملها.

ولفت النواصرة إلى أن التقارير الدولية أجمعت على وجود تراجع كبير بالتعليم في الأردن بسبب السياسات التربوية التي تضعها الجهات الرسمية.

أبو طربوش: آن لعقل الدولة أن يفتح صفحة جديدة مع المعلمين

من جانبه، أكد الناشط النقابي والتربوي، المعلم علاء أبو طربوش، أن نهضة الأمم لا تكون إلا من خلال التعليم والمعلمين، لكنّنا في الأردن نراوح مكاننا بل ونتراجع، لأن التعليم لا ينال الاهتمام الكافي من أصحاب القرار في الأردن.

وأضاف أبو طربوش لـ الاردن٢٤: "آن الأوان لعقل الدولة أن يستفيق ويفتح صفحة جديدة مع المعلم الأردني".

ولفت أبو طربوش إلى ما شهده الميدان التربوي من تعاطٍ وتعامل قاسٍ مع المعلمين، تجسّد بمحاولة كسر ارادة المعلمين عام 2019، ثمّ اغلاق نقابة المعلمين عام 2020 وحبس أعضاء مجلس النقابة واعتقال عشرات المعلمين ومنعهم من التعبير عن آرائهم، وفصل بعضهم من عمله عبر الإحالة إلى التقاعد المبكر أو الوقف عن العمل، بالاضافة إلى التنقلات التعسفية التي طالت نشطاء المعلمين، قائلا "إن ما حدث قبل عامين من تهور يحتاج لسنوات لترميمه".

وشدد أبو طربوش على أن "عقلية الإنتقام واستعراض القوة لا تبني أوطانا ودولا حقيقية، فالمعلم الحرّ بالضرورة يعني أردن حرّ".