العودة للأصول يا وزير الداخلية

 
كتب النائب ماجد الرواشدة -

 مهما علا مركز الانسان ومهما ارتقى في المنصب، تبقى تشده اصوله وجذوره، ومهما حاول الانسان التبدل واغرته الحياة بما فيها من مغريات مختلفة، فلا بد من مراجعة للنفس والوقوف معها بموضوعية ومحاسبتها بشدة على التغير.
فالنفس راغبة اذ رغبتها وإذا ترد الى قليل تقنع

فانت الرجل المقدام جذورك ضاربة في أعماق الوطن بصدقة وصلابته وانتمائه للبسطاء ذوي الافتخار بمواقف الرجولة، ابن عشيرة من عشائر الوطن التي سجلت عبر تاريخها رفضا لكل اشكال الاستعباد والاستخذاء، تغذت عروقك من منابع الفخر والرجولة وانجبت كما هو الجنوب بسخائه، رجالا تشربوا المعاني الاصيلة للرجولة والترفع عن الصغائر، وان تبقى همتهم تطاول قمة شيحان ورقة رمال رم، قلاع شامخة تحرس الوطن، وتخرجت من المدرسة التي نعتز بها، مصنع الرجال، الجيش العربي المصطفوي، فعتابي لك عتاب المحب والغيور على ان تتبدل الصفات وتتماهى في ظل ما يعرف بالعصرنة وملاحقة الحداثة ومغرياتها، واني اردد بلسان حالي وأقول في صفات نبل ابن العشيرة وتوارث الاخلاق:

ورثناها عن اباء صدق ونورثها إذا متنا بنينا

فالأصالة تورث وانت وريث اصالة واشهد الله على ذلك، وأقول في وصف اخلاقهم:

فكان أحسن خلق الله كلهم وكان أحسن ما في الاحسن الشيم

ولعل عتاب المحب يكون قاسيا لعلمه ان قلب المحب يتسع للعتاب، لأنه بحجم الغيرة على اصالة تتبدد امام مغريات العصر، فالعودة للجذور هي ما نأمله وما نتوسمه في رجل نمته اخلاق شكلت على مدى الوطن وتاريخه مدرسة في ميدان الرجولة، فكل نبتة في طريق الجدعة او الجديدة، ستعاتبك وسفوح شيحان، وانت تصعد طريق الموجب قاصدا ديار الاهل وربوعهم، سترى في عيون اطفالها ورجالها حجم التغير والتبدل في المواقف، وستدرك كم غيرت فيك المناصب، فعد رعاك الله لظل تلك الشجرة الوارفة مكللة بأخلاق رجال قابضين على جمر الصبر في تلك القرى التي ربما لم يعرف الكثيرون ممن حولك الطريق اليها، الا انها تشكل مخزونا حضاريا وارثا أخلاقيا يعجز عن وصفه اللسان، يجودون بكل شيء حتى لا يقال عنهم ان فرطوا بتلك القيم، فالبذل يكون كبيرا ان كان على عوز وفاقة وليس عن غنى وزيادة.

ونحن نخاطب فيك روح الاصالة في وطن يجمعنا واردد قول شاعر العربية:

ان كان يجمعنا حب لغرته فليت اننا بقدر الحب نقتسم