خطوات احتجاجية تصعيدية بالقدس رفضًا للمنهاج الإسرائيلي

في ظل عدم استجابة بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، ووزارة المعارف الإسرائيلية لمطالب اتحاد لجان أولياء الأمور بشأن منع فرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة المقدسيين، يعتزم الاتحاد اتخاذ خطوات احتجاجية تصعيدية قد تصل للإضراب الشامل في كافة مدارس المدينة.

ويحاول الاحتلال بشتى الوسائل، فرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة المقدسيين، وتحريف المناهج الفلسطينية، بغية تهويد التعليم في القدس، وطمس الهوية الوطنية، ومحاولة شطب التاريخ والذاكرة الفلسطينية من عقول هؤلاء الطلبة.

ومع مطلع العام الدراسي الحالي، نفذت العديد من المدارس وأهالي الطلبة ولجان أولياء الأمور في القدس عدة وقفات احتجاجية، رفضًا للمنهاج المحرف، وتأكيدًا على حق أبنائهم في تدريس المنهاج الفلسطيني.

وفي 19/أيلول/سبتمبر الماضي، عمّ الاضراب الشامل كافة مدارس القدس، رفضًا لمحاولات الاحتلال فرض المنهاج الاسرائيلي وما يحتويه من تزييف وتحريف للرواية التاريخية على الطلبة المقدسيين، ما عكس طبيعة الموقف الشعبي والوطني المقدسي، ومدى تلاحمه ووقوفه صفًا واحدًا في مواجهة معركة "أسرلة التعليم".

مخالف للقانون

رئيس لجنة أولياء أمور الكلية الإبراهيمية المحامي رائد بشير يقول لوكالة "صفا" إن اتحاد لجان أولياء الأمور بالقدس متمسك في موقفه الرافض لتدريس المنهاج الإسرائيلي، وتحريف المناهج الفلسطينية، باعتبار ذلك مخالفًا للقانون والأنظمة.

ويوضح أن تعمد الاحتلال تحريف المنهاج الفلسطيني يشكل اعتداءً على الحق في التعليم، وعلى الملكية الفكرية وحقوق المؤلفين، ويخالف القانون.

ويشير إلى أن تحريف المنهاج هذا العام، يتضمن مضامين وشواهد تؤدي للتشويش الفكري لدى الطلبة، وتحتوي على نشاطات لامنهجية تحمل أغراض خبيئة وتتناقض مع الموروث الفلسطيني والعادات والتقاليد، فضلًا عن أغراضها السياسية المتعلقة بالقضاء على الرواية الفلسطينية.

والمنهاج المحرف عبارة عن نسخ تبدو في ظاهرها مطابقة للمنهاج الفلسطيني، لكنها في الحقيقة مناهج مُحرفة تم تشويه وإزالة كافة القيم الوطنية والمجتمعية فيه، وإقحام أفكار وآراء ومصطلحات أو حذف فقرات أو فصول كاملة لترويج أفكار ومضامين يراها الأهالي مرفوضة كليةً وتفصيلًا.

ويؤكد المحامي بشير أن المنهاج الفلسطيني هو الذي يجب أن يُدرس للطلبة المقدسيين، وأن يتم توزيع الكتب المعتمدة من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وفقًا للأنظمة واللوائح، لا أن يتم تدريس المنهاج الإسرائيلي المزور والمحرف.

ويبين أن الاحتلال يتخذ إجراءات عنصرية وظالمة وغير قانونية بحق المدارس ومدرائها والكادر التعليمي، ناهيك عن التهديد بسحب تراخيص بعض المدارس وإغلاقها، في حال تدريس المنهاج الفلسطيني.

ويضيف أن هناك تهديدات بالاعتقال والملاحقة والاستدعاء والعقاب الإداري يتلقاها بعض مدراء المدارس ورؤساء لجان أولياء الأمور في القدس، لعدم تدريس المنهاج الإسرائيلي، مستهجنًا في الوقت نفسه، هذه الإجراءات غير القانونية.

خطوات تصعيدية

وبحسب بشير، فإن المجلس التنسيقي للتعليم في القدس، والمؤلف من أكاديميين ومثقفين ومختصين مقدسيين، ولجان أولياء الأمور يتابع بشكل حثيث قضية فرض المنهاج الإسرائيلي والمحرف على أبناءنا الطلبة في المدينة المقدسة، وسيتخذ الخطوات الواضحة لأجل مواجهة هذه السياسة.

ويتابع أن "اتحاد لجان أولياء الأمور بعث عدة رسائل لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية، تتضمن مطالب أهالي الطلبة المتعلقة بإلغاء المنهاج الإسرائيلي والكتب المحرفة، وتوزيع المنهاج السليم على الطلبة، وفي حال عدم الاستجابة لمطالبهم، سيتخذون مزيدًا من الإجراءات القانونية، والخطوات التصعيدية الاحتجاجية المشروعة".

ويوضح أن هذه الخطوات تشمل إضرابًا تحذيريًا، واعتصامات وفعاليات احتجاجية، وصولًا للإضراب الشامل والمفتوح في كافة مدارس القدس، لافتًا إلى أن سيتم التحضير لهذه الخطوة الحاسمة.

ويلفت إلى أن اتحاد لجان أولياء الأمور وزع كتب المنهاج الفلسطيني على المدارس الخاصة بالمدينة، وعلى بعض المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، وذلك رفضًا لقرار تدريس المناهج المحرفة.

ووجه المحامي بشير رسالة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف، قائلًا:" ارفعوا أيديكم عن التعليم في القدس، وعن مناهجنا وتعليم أبناءنا الطلبة، لأن المنهاج الفلسطيني هو حقنا يعبر عن روايتنا وهويتنا الوطنية".

ويطالب رئيس لجنة أولياء أمور الكلية الإبراهيمية، الاحتلال بإنهاء تحريف المناهج والتدخل السافر في شؤون التعليم بالقدس، ومحاولة السيطرة عليه، وتهويده.

وفي نهاية تموز/يوليو الماضي، أصدرت وزارة المعارف الإسرائيلية قرارًا يقضي بسحب الترخيص الدائم من 6 مدارس في مدينة القدس، لمدة عام، بحجة "التحريض في الكتب المدرسية على دولة الاحتلال وجيشها"، ويشمل القرار الكلية الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة أفرعها في بيت حنينا في القدس.

وخلال آب/أغسطس المنصرم، أرسلت الوزارة رسالة لعدة مدارس عنونت "كتب مدرسية تحتوي على محتوى تحريضي في مدارس القدس الشرقية"، وهددت بسحب ترخيصها في حال "العثور على مؤسسة تعليمية تقوم بالتدريس في الكتب المدرسية التي تحتوي على مواد تحريضية"، على حد تعبيرها.

صفا