ريما يوسف: هدفي تهذيب الذوق العام ولن أتخلى عنه

تحولت المغنية اللبنانية ريما يوسف إلى واحدة من أشهر المطربات في الساحة العربية خلال سنوات قليلة، واستطاعت بقدراتها الصوتية والأدائية أن تصل إلى قلوب المستمعين بسبب اهتمامها الخاص باختيار كلمات أغانيها، ومزجها مع الموسيقى الإلكترونية.

لم تفقد ريما أي جزء بسيط من صوتها، ولم تراهن في "الكليبات" التي قدمتها سوى على ذلك الجهد المكثف في الكتابة والتلحين والصوت المميز.

 

أضافت بالموسيقى الإلكترونية جمالا إلى أغانيها، ولم تستخدمها لإخفاء عيوب في الصوت أو ما شابه كما يفعل آخرون، فنجحت في تقديم أغنية متكاملة وقدمت "كليبات" تعد قطعا فنية من حيث الصوت والصورة والأداء التمثيلي أيضا.

وتبرز المطربة اللبنانية مؤهلاتها الصوتية بنفس أوبرالي لتقدم نفسها كصوت غنائي جديد قادر على التحليق إلى عوالم أخرى بعيدة، كما هو الحال في أغنيتها الجديدة "أحبك رغما"(2022) التي حققت استقبالا فريدا بالعالم العربي، رغم صعوبة الأغنية على مستوى اللغة الفصحى، إلا أن إيمانها القوي بهذا النمط الغنائي يجعلها تعشق المغامرة الفنية والتجريب الجمالي الجديد.

بعد النجاح الجماهيري الذي حققته أغنية "أحبك رغما" كان للجزيرة نت هذا الحوار معها.

  • متى اكتشفت موهبتك ومن ساهم في تطويرها؟

والدي اكتشف موهبتي عندما كان عمري 6 سنوات، كان يدرّب الفرقة الموسيقية في المنزل عندما سمعني فجأة أدندن أغنية طربية بطريقة صحيحة وجميلة، فقرر في وقتها أن يأخذني للانتساب إلى المعهد الموسيقي على الرغم من صغر سني، فكانت المفاجأة عند الأساتذة عندما استمعوا إلى أدائي في الأغنية الطربيّة "أكذب عليك" حيث قبلوا انتسابي على الفور بطريقة استثنائية، خاصة أن عمري كان أقل من العمر المسموح به لدخول المعهد.

موهبة شاملة

  • كيف توفقين بين التأليف والتلحين ثم الغناء؟

في الدرجة الأولى يأتي الغناء، فموهبتي في التأليف والتلحين اكتشفت مؤخراً، وأتمكن من كتابة أكثر من 15 أغنية حتى الآن. يمكنني القول إن الغناء يساعدني في تأليف الأغنية، إذ أحاول غناء ما أعمل على تأليفه حتى أستطيع أن أحكم ما إذا يجب أن أعدّل جملة أو كلمة معينة أو في اللحن، وما إذا كان الإحساس المطلوب موجودا ويصل للمستمع بشكل أكبر.

ريما يوسف ( مواقع التواصل الاجتماعي)
أحدث أغاني ريما يوسف حصدت ٢٠٠ مليون فيديو على تطبيق تيك توك (مواقع التواصل)
  • حصدت أغنيتك "أحبك رغماً" حوالي ٢٠٠ مليون فيديو على تطبيق تيك توك. كيف تابعت هذا النجاح خاصة أنها بالعربية الفصحى؟

تداول أغنية "أحبك رغماً" كانت بمثابة مفاجأة سعيدة لي، فلم أكن أتصور أن الجمهور العربي متعطّش لهذا النوع من الأغاني وخصوصاً الأغنية بالفصحى، فكانت هذه المفاجأة دافعاً لي لأكمل مسيرتي على هذا النهج. لا شك أنه نهج صعب وفريد، ولكن بنجاحه أتميز في الساحة الفنية وخصوصاً أن هناك عددا كبيرا من المطربين والأغاني الجديدة، ومن الصعب لفت نظر الجمهور، لذلك كان يجب أن أجتهد وأخطو خطوات فريدة وجديدة. إنها مسؤولية كبيرة وخصوصا في انتقاء الأغاني القادمة كأغنية "أنت" التي تلت "أحبك رغماً".

الفن والالتزام

إلى أيّ حدّ تُساهم أغانيك في تهذيب الذوق العامّ والخروج بالأغنية العربيّة من طابعها الترفيهي العام؟

إنه هدفي ولن أتخلى عنه، على الرغم من الصعوبات التي تواجهني في تقديم هذا النوع من الأغاني. الفنان من دون هدف وتأثير ايجابي في المجتمع وفكره وفلسفته، ليس فنانا حقيقيا. وأنا مؤمنة بأن هذا النوع من الأغاني سوف يأخذ حقه لأن فوضى الأغاني الشعبية والترفيهية عمرها لا يطول واستبدالها سريع. لهذا أصر على استمراريتي فيما أقدمه من أغان.

ما الجديد الذي تستعدين لإطلاقه خاصة أننا نلاحظ أن أعمالك تصدر متتالية؟

الأعمال المتتالية تأتي مفاجأة لي أيضا، فإن الشركة المنتجة تعمل بجد لتأمين فرص نادرة ومميزة لي، كالعمل الجديد الذي صدر منذ أيام قليلة وهو أغنية دويتو مع المغني التركي "راغب نارين" وقدمنا أغنية تركية عربية وقد صدرت أيضاً مصورة وتعرض حالياً على عدد كبير من المنصات. بالإضافة أيضاً إلى أعمالي التي صدرت، أحضّر لإصدار أغنية جديدة بالفصحى وأتمنى أن تصل إلى الجمهور، فهي بنظري وبنظر فريق العمل الذي أعدها أغنية من العيار الثقيل.  المصدر:الجزيرة