قتل ضابطا إسرائيليا وهو ابن 17 عاما.. مَن ضياء الآغا عميد أسرى غزة الذي تعتقله إسرائيل منذ 30 عاما؟
في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 1992، كان ضياء زكريا الآغا فتى في الـ17 من عمره، عندما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وزجّت به في السجن الذي لم يغادره منذ ذلك الحين، وأذاقته صنوف شتى من القهر والتعذيب.
وهذه الأيام، يدخل الآغا عامه الـ31 على التوالي في الأسر، تنقّل خلالها بين مختلف السجون والمعتقلات الإسرائيلية، حتى أصبح يلقب بـ"عميد أسرى غزة"، فهو الأسير الوحيد من أبناء القطاع القابع في السجن منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال عام 1993.
الفتى الفدائي
ينتمي ضياء لعائلة من مدينة خان يونس جنوب القطاع. في أبريل/نيسان 1975 لم يكن قد ولد بعد عندما أقدمت وحدة إسرائيلية خاصة على اغتيال 3 من أبرز قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في العاصمة اللبنانية بيروت، وهم كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار.
وبحلول الذكرى السنوية لعمليته الفدائية، تفخر عائلة الآغا -وهي واحدة من أعرق وأكبر العائلات في غزة- بشجاعة ابنها، ونشرت العائلة هذا العام على حسابها في فيسبوك قائلة "باستخدام معول زراعي.. في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1992، نفّذ صبي في الـ17 من عمره عملية في مجمع مستوطنات غوش قطيف، أثارت ذهول ضباط جيش الاحتلال وهيئة أركانه.. يطوي اليوم عامه الـ30 على التوالي في زنازين الاحتلال بعد أن حُكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة".
وأسفرت العملية الفدائية آنذاك عن مقتل ضابط في وحدة "سيرت متكال" وهي وحدة النخبة في جيش الاحتلال، ويُدعى "ميتسا بن حاييم" وهو أحد مستوطني "غوش قطيف"، إحدى المستوطنات التي كانت مقامة على أراضي قطاع غزة، قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.
ووفق مصادر فلسطينية، فإن الضابط القتيل نفسه شارك في عملية اغتيال خليل الوزير "أبو جهاد"، أحد أبرز قادة حركة فتح في تونس عام 1988. كما كتبت الصحافة في حينه إن "ضابط الوحدة التي اغتالت كمال عدوان ورفيقيه عام 1973 قتله شاب من خان يونس".
عقوبات لا تنتهي
خضع ضياء لتحقيق قاس، ذاق خلاله صنوفا شتى من التعذيب داخل "أقبية التحقيق والزنازين"، ثم حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية بالسجن المؤبد مدى الحياة.