أطفال متلازمة "توريت" في المدارس.. كيف تتعامل مع طفل مزعج بغير إرادته؟
العودة للمدرسة مع ما تحمله من بهجة وفرح للبعض، قد تكون سببا في زيادة المعاناة لدى آخرين، والأطفال الذين يعانون مما يعرف بـ"متلازمة توريت" من أكثر هؤلاء الذين يعانون من العودة إلى المدرسة، لأن أغلب من يتعاملون معهم لا يعرفون هذه المتلازمة وطرق التعامل السليم معها.
متلازمة توريت حالة تتميز بالحركات غير المنضبطة وتكرار الكلام، مما يعرف باسم "التشنجات اللاإرادية" التي تظهر على الأطفال في عمر 5 إلى 10 سنوات، وتبلغ ذروتها من 10 إلى 12 عاما.
تشنجات متلازمة توريت تختلف في أعراضها عن التشنجات الكهربائية المعتادة لمرضى الكهرباء الزائدة بالمخ أو الصرع، فهي لا يصاحبها فقدان للوعي أو إغماء، لكنها تشنجات صوتية في الأغلب، فالطفل تصدر عنه أصوات من الحلق أو الأنف، أو ربما نقر بالأصابع، وهز للكتفين أو رعشة في الرأس وحركات لاإرادية، وكذلك الصراخ المتقطع.
جميع ما سبق قد يجعل الطفل المصاب بمتلازمة "توريت" أكثر عرضة للتنمر بين زملائه في المدرسة، وأكثر عرضة للضغط النفسي، لاعتقاد البعض أن هذه الأفعال صادرة بإرادته بدعوى الإزعاج أو تشتيت انتباه أقرانه، وهو ما يزيد من حجم الأعباء التي تولدها له ولأهله العودة إلى المدرسة، بخاصة أنهم مطالبون بأن يقدموا باستمرار شرحا عن تفاصيل حالته لمعلميه وعن كيفية التعامل معه داخل المدرسة.
التحرش في المدرسة.
التصرفات المترتبة على متلازمة توريت قد تجعل الطفل المصاب بها أكثر عرضة للتنمر بين زملائه في المدرسة (شترستوك)
دور ولي الأمر قبل الدراسة
على الرغم من كل هذا التعقيد، فإن التشخيص الجيد للمتلازمة وعلاجها يضمن لطفلك ألا يمر بتلك المعاناة، وذلك بالتزام خطوات تحقق له وللمعلم ولأولياء الأمور نجاحا وتفوقا اجتماعيا وأكاديميا.
وتنصح خبيرة الدعم التعليمي ليزا لينيل، في مقال لها بموقع "فيري ويل فاميلي" Verywell family، بالآتي:
قبل بداية الدراسة راجع طبيب طفلك، واشرح له كل مخاوفك، وافهم جيدا مدى تأثير المتلازمة على خط سيره الدراسي وحياته بوجه عام.
من خلال الطبيب حاول أن تعرف مدى تأثير متلازمة "توريت" على مهارات طفلك الأخرى، فهؤلاء الأطفال معرضون أكثر للإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه وعسر الكتابة والوسواس القهري، فتأكد من مدى تأثر طفلك بتلك الأعراض.
هذه المعلومات تضمن لولي الأمر وللمعلم في المدرسة معرفة أولية بكيفية التعامل مع الطفل، وكيفية مساعدته لتجاوز الصعوبات التي قد يجدها في مشوار تعلمه.
من الضروري أن يفهم الآباء أن المعلمين يتلقون تدريبا لتلبية احتياجات الأطفال المختلفين، لكنهم أبدا ليسوا خبراء في كل حالة على حدة، لذا فدور ولي الأمر مهم في إيصال المعلومات عن حالة طفله المصاب، وعليه العبء الأكبر في جمع المعلومات وطرق التعامل وإخبار المعلمين بها.
وضع خطة للعلاج على المدى البعيد، سواء كانت دوائية لتقليل أعراض المتلازمة وتحجيمها، أو سلوكية لتخفيف السلوك المرتبط بها من تشتت انتباه أو فرط حركة، ويجب التأكد من أن الأدوية الموصوفة لا تسبب الاكتئاب ولا تزيد من التشنجات اللاإرادية.
في دليلها الشارح عن المتلازمة، أوردت رابطة توريت الأميركية مجموعة من الإستراتيجيات للتعامل مع المصابين بتوريت داخل الفصل الدراسي، ووجهت الجمعية نصائحها للمعلمين وإدارة المدرسة بشكل خاص:
توفير موقع اختبار منفصل للمصاب بمتلازمة "توريت"، كي لا يشكل إزعاجا لزملائه أثناء الاختبار، وكي لا يسبب له هذا الازعاج عبئا نفسيا يجعل أعراض المتلازمة أكثر حدّة.
توفير مكان آمن للعزلة في بعض الأحيان، وهو ما يلجأ إليه الأطفال المصابون حين تشتد عليهم نوبات التشنجات اللاإرادية، فيرغبون في الانعزال بعض الوقت.
إذا كانت المتلازمة أصابت التلميذ بعسر الكتابة، فعلى المدرسة توفير جهاز لوحي أو كمبيوتر للاستخدام كبديل عن الكتابة، وتعديل أنظمة الامتحانات إلى شفهية أو تحريرية عبر الكمبيوتر.
وجّه الدليل المعلمين إلى عدم العقاب على الأخطاء الإملائية، بل حث على تشجيع الأطفال المصابين على استخدام التدقيق الإملائي، وعدم ربط أدائه بالوقت، لأن ذلك يدفعه أكثر إلى التوتر.
في كثير من الأحيان تشكل الأماكن المزدحمة مناطق صعبة على المصابين بمتلازمة "توريت"، مثل الكافتيريا والملعب والممرات المزدحمة.
المصاب بمتلازمة "توريت" هو طفل غير عادي، لكن يجب ألا نشعره وزملاءه بذلك.
المصدر : مواقع إلكترونية