"تحالف الاصلاح" يطالب الحكومة باستدعاء السفير البريطاني، ويستهجن تصريحات تراس
استهجن تحالف كتلة الاصلاح النيابي تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس التي تحدثت فيها عن دراسة نقل سفارة بلادها لدى الكيان الصهيوني إلى مدينة القدس المحتلة.
وأشار التحالف في بيان صحفي وصل الاردن24، الثلاثاء، أن تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تؤكد اصرار بلادها على مواصلة الجرائم التي ارتكبتها في المنطقة العربية وفي فلسطين خاصة، والتي شكّل وعد بلفور أحد أبشع أوجه التعبير عنها، كما أنها تعتبر جريمة حرب الأمة العربية تستوجب المساءلة الجنائية.
وطالب تحالف كتلة الإصلاح النيابية الحكومة باستدعاء السفير البريطاني، وتقديم احتجاج رسمي على تصريحات رئيسة الوزراء، ودعوة السفير الأردني في بريطانيا.
بيان صادر عن كتلة الاصلاح النيابية حول تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا عن دراسة نقل سفارة بريطانيا لدى العدو الصــــهــــيــــوــــنـــي إلى مدينة القدس المحتلة
أطلت على البشرية رئيسة وزراء بريطانيا - الصهيونية الكبيرة - بتصريحات عنصرية غير راشدة، تنقصها الحكمة، والدراية، والحنكة السياسية، ومرفوضة ومدانة بأقصى درجات الغيظ، تلك التصريحات الصادرة عن دولة استعمارية مكنت اليهود من احتلال فلسطين، وارتكبت الجرائم بحق أمتنا المجيدة، وزرعت الفرقة بين أبناء الأمة،
إن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية حول دراسة نقل سفارة بريطانيا إلى القدس المحتلة بداية غير موفقة لرئيسة الحكومة، وتؤكد إصرارا متطرفا على استمرار الجرائم التي ارتكبتها بريطانيا في المنطقة العربية عامة، وفي فلسطين خاصة، والتي شكل وعد بلفور أحد أبشع أوجه التعبير عنها، و تعتبر جرائم حرب بحق أمتنا، ترتب المساءلة الجنائية، والتعويض عن الظلم الذي أوقعته عليها.
إن تاريخ تلك الدولة البعيد والقريب، والحاضر، حافل بخرق القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، ومنها القرار ٢٤٢ و ٤٧٨ / ٨٠ الصادر بخصوص القدس، وقرار محكمة لاهاي الدولية، الصادر عام ٢٠٠٤، المتعلق بالجدار العنصري، والقرارات الصادرة بخصوص إدانة إنشاء المغتصبات في القدس، واعتبارها غير شرعية.
لقد ارتكبت تلك الدولة الجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، وأخلت بالسلم والأمن العالميين، الأمر الذي يستوجب المساءلة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
أن طبيعة هذه الدولة الاستعمارية ومنهجها في الحكم هو التحالف التاريخي مع الصــــهــــيــــوــــنـــية العالمية، هذا في الوقت الذي تتعالى فيه الصيحات في العالم لاحترام سيادة الدول، وحق تقرير المصير، و حقوق الشعوب وحرياتها، وصيانة كرامتها، وتتنادى فيه الدول لمواجهة بقايا التاريخ الاستعماري وآثاره الإجرامية، وإنهاء كافة أشكاله، فتأتي مثل تلك التصريحات لتتجدد من خلالها جوهر الرؤيا الاستعمارية، وعدم حيادها؛ وتؤكد مشاركتها في جرائم الاحتلال بحق شعبنا واهلنا في فلسطين .
إن فلسطين حق مقدس لأصحابها من المسلمين والعرب، وليست مجالا للمراهقة السياسية، والمنافسة الانتخابية.
إن المسجد الأقصى المبارك وساحاته، وكل فلسطين، حق خالص للمسلمين، والقدس عاصمة فلسطين، وليس لليهود وجود شرعي ولا قانوني فيها،
وإن الاحتلال المدعوم من بريطانيا والغرب الاستعماري لا شرعية له.
إن فلسطين في ضمير الأمة الإسلامية والعربية عقيدة راسخة، وإيمان لا يتبدل، وميراث نبوة، تبذل لها الأرواح،
وفي هذا الشأن لا بد من موقف جريء وتحرك على كافة الأصعدة السياسية، والقانونية، والشعبية، والإعلامية، وإيجاد حالة من الوعي تستنهض طاقات أمتنا للرد على هذه التصريحات، تنهض بها البرلمانات العربية، والنقابات المهنية، والأحزاب، واتحاد المحامين العرب، وكل الأحرار في الأرض.
إن حقوق أمتنا العربية الإسلامية غير قابلة للتفاوض، ولا للمساومة، ولا تسقط بالتقادم، و مثل تلك التصريحات تضر بالمصالح البريطانية بشكل جوهري، وتعتبر انسياقا وراء المشروع الصــــهــــيــــوــــنـــي ، وتكريسا لمصالح استعمارية موروثة، لن تستطيع مصادرة إرادة الشعوب الحية، فإرادة الشعوب من إرادة الله الحي الذي لا يموت، وفي التاريخ عبرة ومنهاج لسقوط الطغاة ومشاريع الظلم والاحتلال والعدوان.
إن بريطانيا مطالبة بالاعتذار والتعويض عن جرائمها بحق أمتنا، ومطالبة بالاعتذار عن تصريحات رئيسة وزرائها، والتراجع عن أي نوايا شريرة لنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، وعليها أن تدرك أن نقل سفارتها إلى القدس يشكل إعلان حرب على أمتنا صاحبة الحق، وانتهاكا لحقوقها الشرعية والتاريخية،
وهنا لا بد من موقف للدبلوماسية العربية لفضح ممارسات رئيسة وزراء بريطانيا، ولا بد من تحرك دبلوماسي أردني سريع وحاسم ومؤثر على الساحة العربية و الدولية.
ونطالب في كتلة الإصلاح النيابية الحكومة باستدعاء السفير البريطاني، وتقديم احتجاج رسمي على تصريحات رئيسة الوزراء، ودعوة السفير الأردني في بريطانيا.
إن فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر، أرض عربية إسلامية، لن تستطيع قوة انتزاعها من أصحابها، ولا بد لأمتنا أن تنهض يوما، وتعود لها السيادة في الأرض، وإن مصير المشروع الصــــهــــيــــوــــنـــي الذي زرعته بريطانيا فيها لن يكون بأحسن حالا من الاحتلال الروماني والصليبي، بل هو إلى الزوال أسرع منهما إن شاءالله، وعلى بريطانيا قراءة التاريخ، واستخلاص العبر، فليس لها مصلحة في معاداة الأمة العربية والإسلامية، وإن المقاومة والجهاد في فلسطين لن يتوقفا حتى تحرير الأرض والانسان وتحرير الأسرى .
إن معاناة الشعب الفلسطيني البطل المجاهد ستكون لعنة تلاحق الظالمين إلى يوم القيامة.
حفظ الله الأردن وطنا قويا، حرا، آمنا، مستقرا، ترعاه عناية الرحمن، وحفظ الله فلسطين أرض فداء، وجهاد، وصمود في وجه أعداء الأمة.
كتلة الإصلاح النيابية / المكتب الإعلامي
عمان - الأردن
تاريخ ١٥ - ربيع الأول - ١٤٤٤ هجري
الموافق ١١ - ١٠ - ٢٠٢٢ ميلادي