أطفال الشهيد داوود.. عيون دامعة وأسئلة بلا إجابات

بعيون دامعة، ودع أطفال الشهيد مجاهد داوود أباهم الوداع الأخير قبل مواراته الثرى، وفي عقولهم الكثير من الأسئلة التي ستعجز والدتهم عن إيجاد إجابات مقنعة لها يمكن لعقولهم الغضة استيعابها.

أحمد وانتصار وآدم ومحمد، أربعة أطفال لم يكمل أكبرهم عامه الثامن، فيما أصغرهم بعمر عام ونصف، وشقيقة خامسة في بطن أمها لم تر النور بعد قدّر لها أن تحرم من حضن والدها ولو للحظة في حياتها.

واستشهد داوود (30 عاما) وهو من بلدة حارس شمال غرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، فجر الأحد بعد ساعات من إصابته برصاص الاحتلال في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت.

شيرين عاصي، زوجة الشهيد داوود، لم تجف دموعها حزنا على فراق زوجها في ريعان شبابه، وكلما وقع بصرها على أحد أطفالها انفجرت بالبكاء.

وقالت لوكالة "صفا": "حسبي الله ونعم الوكيل فيهم (الاحتلال) وفي كل ظالم.. شو ذنب هؤلاء الأولاد ليعيشوا حياة اليتم؟".

وتساءلت: "شو أقول لإبني لما يدق الباب ويروح يفتح لأبوه وما يكون أبوه عالباب؟ شو أقول للبنت لما تقوم الصبح وما تلاقيش أبوها؟ شو أقول لأحمد لما يسألني وين أبوي؟".

ورغم الألم، فهي تصبر نفسها بأن زوجها نال الشهادة، وتقول: "الحمد لله رب العالمين أنه مات شهيد".

أما والدته، فلم تسعفها الكلمات لتعبر عن ألمها بفقد فلذة كبدها، واختارت أن تهديه دعاءها.

وقالت: "الله يرضى عنه ويرحمه ويتقبله".

وتابعت حديثها لوكالة "صفا": "مجاهد شاب حنون وأصيل.. سكن في قراوة وكل الناس هناك بحبوه".

وأشارت بيدها إلى شقته التي أتم بناءها بجوار بيت والده وكان يستعد للانتقال إليها ليكون إلى جانب عائلته في حارس، لكن رصاص الاحتلال لم يمهله ليسكن بها.

وقبل سنتين، انتقل داوود مع زوجته وأطفاله إلى بلدة قراوة بني حسان سعيا وراء رزقه، واشتغل بعدة مجالات، آخرها عاملا في مجال البناء.

وتتعرض قراوة بني حسان باستمرار لاقتحامات قوات الاحتلال التي تطارد المزارعين أثناء قطف الزيتون، كما تضيق على عمليات البناء في المناطق (ج)، وهو ما يجعل البلدة مسرحا للمواجهات.

وأكد رئيس بلدية قراوة بني حسان إبراهيم عاصي أن هدف الاحتلال من اقتحام البلدة كان القتل.

وقال لوكالة "صفا": "منذ اللحظة الأولى لاقتحام البلدة شرعوا بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز باتجاه المواطنين والمزارعين في أراضيهم".

ونتيجة لإطلاق الرصاص، أصيب مواطنان بالرجل، وتم نقلهما للمركز الطبي الواقع عند مدخل البلدة، وتجمهر المواطنون أمام المركز للاطمئنان على المصابين، وهنا وصلت قوات الاحتلال وبدأت بإطلاق الأعيرة النارية مستهدفة الأجزاء العلوية من الجسم.

وأصيب ثلاثة شبان بالرصاص، أحدهم بكتفه، وآخران بصدورهم، أحدهما كان داوود الذي وصفت جراحه بالحرجة ونقل إلى مستشفى سلفيت ثم إلى المستشفى الاستشاري برام الله بسبب خطورة حالته، قبل أن يعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته.

صفا