في وداع محمد فارس الطراونه (أبو جاسم)

 


"صاحبك مات يا لبيب" ، هكذا خرج صوت السيدة الفاضلة أم جاسم باكيا منتحبا في مكالمتها قبل ظهر يوم الاحد وهي تبلغني بوفاة زوجها الصديق الحبيب وأحد رموز النضال القومي والشرف السياسي. وقع الخبر كالصاعقة ، اذ أن توقع الموت ليس بقسوة وضراوة الموت نفسه. وابتدأ العقل يقارع القلب في سيمفونية حزينة امتدت من البداية وصولًا الى النهاية المحتومة.

ابتدأنا كمجموعةمن ستة أشخاص شملت أحمد عبيدات ومحمد فارس الطراونة وسليم الزعبي وحسني الشياب وصالح كنيعان الفايز ، وذهب كل من سليم الزعبي وحسني الشياب والآن محمد فارس الطراونة الى رحمة الله لنبقى نحن الثلاثة. كان لقاءنا الاسبوعي كل يوم ثلاثاء للبحث والتداول والتخطيط. كانت البداية منذ أيام الميثاق الوطني الاردني عام 1989 ومرّت بالكثير من الاحداث والتطورات بما في ذلك حملة مقاطعة معرض الصناعات الإسرائيلية عام 1998 ومن ثم تأسيس الجبهة الوطنية للإصلاح ولاحقًا التجمع الوطني للتغيير. وتمكنت المجموعة من تجاوز العديد من العقبات والضغوطات والعواصف ولكن في النهاية تبقى ارادة الله هي الاقوى دائما.

عدنا أمس من قرية أبو جاسم "أم حماط" حيث تم دفن جثمان محمد فارس الطراونة ومعه تم دفن جزء من التاريخ النضالي للأردنيين وللمسيرة القومية بشكل عام ، والعزاء كل العزاء للشرفاء والمناضلين.