من هو محمد الخضري الذي أفرجت عنه السعودية بعد اعتقاله 42 شهرًا؟
أفرجت السلطات السعودية، صباح الأربعاء، عن الممثل السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الرياض محمد الخضري، بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من الاعتقال.
وأكد عضو المكتب السياسي لـ "حماس" عزت الرشق في تغريدة عبر "تويتر" إفراج السعودية عنن الخضري، مشيرًا إلى أنه "على متن الطائرة متجهًا إلى عمّان".
وكانت السلطات السعودية اعتقلت الخضري ونجله هاني في 4 أبريل/ نيسان 2019، مع أكثر من 60 فلسطينيًّا وأردنيًّا.
من هو الخضري؟
محمد صالح الخضري (81 عاماً)، المقيم بجدة منذ 1992، اعتقله جهاز مباحث "أمن الدولة" السعودي، منذ 4 إبريل/ نيسان 2019م، دون توجيه أي تهمة له.
وأبلغ أفراد "أمن الدولة" السعودي، الخضري آنذاك، أن الجهاز يريده في قضية صغيرة لفترة زمنية قصيرة، وسيتم إعادته إلى منزله، لكن القيادي الثمانيني المُصاب بمرض السرطان، مكث في السجن 42 شهرًا في السجن.
كما اعتقل الجهاز، في وقت لاحق من ذلك اليوم، نجل الخضري الأكبر "هاني"، المهندس المحاضر في جامعة "أم القرى" بمكة.
الخضري ونجله، لم يكونا الوحيديْن اللذيْن تم اعتقالهما بدون توجيه تهمة، إذ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -مقره جنيف- في بيان أصدره يوم 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.
وذكر المرصد أن المعتقلين طلبة وأكاديميين ورجال أعمال وحُجاج سابقين، تم عزلهم عن العالم الخارجي دون لوائح اتهام محددة أو عرض على جهة الاختصاص (النيابة)، ولم يُسمح لهم بالاتصال مع ذويهم أو التواصل مع محاميهم، كما تمت مصادرة أموالهم.
وكانت حركة "حماس"، أعلنت في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، عن اعتقال "الخضري" ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة "العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".
وأضافت أن الاعتقال يأتي "ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية"، دون مزيد من الإيضاحات.
"الخضري"، من مواليد 1938، تخرج من جامعة القاهرة، من كلية الطب عام 1962، وعاد بعد التخرج إلى قطاع غزة، وعمل في مستشفى الشفاء الطبي، لمدة 9 شهور قبل أن يغادرها إلى الكويت.
فور وصوله للكويت، عمل "الخضري"، في شركة طبية خاصة، ومن ثم التحق في الجيش الكويتي ليعمل فيه كطبيب.
وبعد فترة، حصل على درجة "الزمالة" من جامعة "إدنبرة" البريطانية، في تخصص أنف وأذن وحنجرة.
واصل الخضري، بعد ذلك، عمله في الجيش الكويتي، كرئيس قسم "أنف وأذن وحنجرة"، وذلك في المستشفى العسكري بالكويت.
وبعد أن غادر الفلسطينيون الكويت عام 1990 بفعل تداعيات الحرب العراقية الكويتية، انتقل الخضري، إلى عمان.
ووفق مصادر عائلية، انتقل الخضري عام 1992 للإقامة في المملكة العربية السعودية، وعمل آنذاك ممثلا لحركة "حماس"، بشكل علني ورسمي، وبعلم السلطات السعودية، لكنه غادر هذا المنصب منذ نحو 10 سنوات.
ووفق "عبد الماجد الخضري"، فإن منصب شقيقه، بمثابة السفير، الذي "يجب أن يكون له احترامه في الدولة التي يقيم فيها".
وقال عبد الماجد إن شقيقه "شارك في المقابلة التي جمعت بين الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم الحركة آنذاك أحمد ياسين، عام 1998.
وخلال فترة تمثيله لحركة "حماس"، قال الخضري إن شقيقه كان، وبعلم من السلطات السعودية، يجمع التبرعات للفلسطينيين، كما أنه لم يكن يعمل بالخفاء.
وتابع "من واجبه نقل صورة المعاناة لأهل السعودية وبالتالي كانوا يقوموا بجمع تبرعات لفلسطين وبعلم الحكومة".
وضعه الصحي
وقبل اعتقاله، كان القيادي الخضري يخضع للمتابعة الطبية، عقب إجرائه عملية جراحية، بسبب إصابته بمرض السرطان.
وحمّلت عائلة الخضري في أوقات سابقة، السلطات السعودية، المسؤولية عن تدهور وضعه الصحي، وذلك بسبب اعتقاله في ظل ظروف صحية صعبة.
ووفق عائلة الخضري، فإن حادثة الاعتقال، كانت صادمة، لجميع أفراد العائلة حيث لم يتبعها أي إنذار مُسبق.
وأوضحت مصادر داخل العائلة أن الاعتقال تم بدون توجيه أي تُهمة للخضري ونجله.
وبيّنت أن العائلة تواصلت مع محامي، من أجل توكيله في محاولة للإفراج عن الخضري ونجله، لكن الأمر كان معقدا، سيما وأن الاعتقال تم دون توجيه تهمة".