شيرين عبد الوهاب حكاية خذلان «العصابة»…

شيرين عبد الوهاب، مطربة مصر الأولى وصاحبة صوت مشحون بالرومانسية والدفء والحنان، مرهفة كنسمة ربيعية عابرة، إحساسها العالي وحساسيتها المفرطة جعلاها أسيرة نكبات عاطفية لا تنتهي.
لقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بخبر دخولها المستشفى «عنوة» للعلاج من الإدمان. هكذا اختلفت الروايات حول الحادثة، ولا أحد يعرف حقيقة ما جرى.
فهناك من يقول إن شقيقها أشبعها ضرباً وأدخلها المستشفى بالقوة، بعد معرفته بالصلح الذي جرى بينها وبين طليقها حسام حبيب، وسحبها لكل القضايا العالقة بينهما.
وانتشرت أيضاً رواية أخرى تؤكد أن شقيق شيرين لم يضربها، لكنه اضطر لاحتجازها داخل المستشفى للعلاج، بعد أن ورطها زوجها السابق ومديرة أعمالها سارة الطباخ بآفة الإدمان وأوصلاها إلى حافة الانهيار الكامل.
لكن الصدمة الكبرى جاءت في برنامج «الحكاية» لعمرو أديب، حين اتصل محمد عبد الوهاب، أخو شيرين، وأكد مباشرة على الهواء إدمانها في حضور ومباركة والدتها.
وكأنه لم يكترث لفضح اخته أمام ملايين الناس بحجة أن «أخته تضيع». فمجرد تأكيده للخبر كان بمثابة إعصار مدمر لما تبقى من شيرين، حتى وإن كان الخبر تسرب مسبقاً إلى الصحافة، كما ادعى في الحلقة نفسها.
ومن أبرز ما جاء في حديثه: «همّا اللي شهروا بيها وهما اللي فضحوها.. أختي بتتعرض لعصابة.. أختي بتضيع.. أختي بتنهار»، موجهاً كلامه إلى مقدم البرنامج.
أما الأكثر إيلاماً، فقد كان ما قالته والدة شيرين، السيدة كريمة عبد الوهاب، لعمرو أديب، بعد أن طلب منها ابنها تأكيد كلامه»: باستنجد بيك إنت والأستاذ الريس، عشان تحموا بنتي من حسام حبيب وسارة الطباخ. تلات أيام عمالة تشرب هي وهو. وطلعت تخانقت معانا وتخانقت مع بنتها. وقالت لها: يلا برا. وسألتها: ايه جابه هنا.. راحت قالت لي: أنا حرة! أنا شيرين عبد الوهاب (عشان هي مش دريانة). وبعدين طردتني من البيت وطردت أختها)!
«إن ابتليتم بالمعاصي فاستتروا»! فكيف يمكن لأم أن تفضح ابنتها بهذا الشكل المفصل؟ وقبل أن تستنجد بالرئيس لحماية ابنتها، كان عليها أن تحميها أولاً من نفسها.
إن ما قام به كل من شقيق شيرين ووالدتها لا يسيء فقط لشيرين، حتى وإن كانت فعلاً نيتهما حمايتها ومعالجتها، بل يسيء أيضاً إلى ابنتيها، وإلى جمهورها ومحبيها.
لا أحد يعرف أين تمكن الحقيقة، ومن هي «العصابة»، التي تسعى لتدمير شيرين.
هل هو المحيط، أم الإعلام، أم شيرين هي من دمرت نفسها بنفسها؟
لكن من المؤكد أن كل الأطراف لعبت دوراً، قد يكون صغيراً أو كبيراً، في إضعافها وكشف أسرارها أمام الملأ، مستغلين حالتها النفسية، وظرفها العصيب، وعجزها عن الرد.

لميس الحديدي لشيرين: أيه الضعف دا؟

تعليقات رواد التواصل الاجتماعي، انقسمت بين داعم ومحب وبين شامت ومحاكم. ولكن الضربات الموجعة تأتي دائماً من المقربين.
لقد ظهرت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها «كلمة أخيرة»، وهي تبعث برسالة إلى شيرين: «لكن دايماً عندي رسالة ليها.. ودي رسالة بقولها لها على الهواء وبيني وبينها: إيه يعني اللي أنت تعرضت له؟ هو إيه يعني؟ دا في ستات شافوا قدك مئة مرة (وتقصد كثيراً). هو إيه الضعف دا.. ودا اللي قالته مايا مرسي إنك بتستسلمي بسهولة. بتنكسري بسهولة. ما ينفعش»؟!
كيف لإعلامية أن تنتحل شخصية طبيب نفسي مباشرة على الهواء، وتفتي «باللي ينفع وما ينفعش»؟! وهل كل البشر بنفس القوة النفسية والجسدية؟ وما هذا الكم من الجبروت والقسوة اللذين لا يظهران على الجلادين إلا لحظة وقوع وضعف وانهيار الفرد؟
الإنكسار ليس عيباً والانهيار النفسي قد يصيب الجميع. وقدرة الناس على الاحتمال متفاوتة.
إنها شيرين عبد الوهاب الجميلة، التي حملت اسم مصر عالياً لسنوات طويلة، قد تكون أخطأت – كما نخطئ جميعاً – لكن من نحن لنحاسبها ونحكم عليها ونطعنها بدل الطعنة ألف؟
المصير، الذي تواجهه شيرين اليوم ربما أصاب الكثير ممن لا نعرف عنهم شيئاً. ممن لا صوت لهم.
ترى إلى أي حد ستتدخل الجهات المعنية لتوفير الرعاية القانونية والصحية لشيرين عبد الوهاب، بما يضمن خروجها من هذه الأزمة بأقل قدر من الخسائر؟ وهل ستحصل على حقوقها بالقانون المصري، على غرار ما حصل مع نجمة البوب الأمريكية برتني سبيرز، حين أقر القضاء الأمريكي سحب الوصاية القانونية لوالدها على حياتها وممتلكاتها. وكل ذلك بعد معركة قانونية طويلة استمرت لعدة سنوات؟

طفلة يمنية نازحة تحارب السرطان بشجاعة

ومن قصة شيرين إلى قصة طفلة يمنية شجاعة، رغم كل الألم الذي أنهك جسدها الصغير وصعوبة توفر الدواء، لم تتوقف ليوم واحد عن الدراسة، رغم الحرب والجوع والظروف المعيشية القاسية والمرض والآلام، لقد أصرت على الجلوس في صفها إلى جانب زميلاتها. ولم تكترث للمرض الذي يغرز أظافره وينهش لحمها. تشعر أحياناً بالهبوط، ولكنها لا تغادر مقعدها.
تعيش هذه الشجاعة الطفلة في دكان صغير مع أسرتها وتفرح بالأشياء الصغيرة، رغم الوجع. قد تبكي أحياناً بحرقة. وقد تضعف للحظات، ولكنها تعود لتستجمع قوتها من جديد.
تقول أمها بحزن شديد: إنها ابنتي الوحيدة. نراها تعاني من الحمى ولا نعرف كيف تخفف عنها. ففي معظم الأحيان، ليس بقدرتنا تأمين الجرعات الكيميائية، التي تحد من انتشار المرض.
أم تحترق لمجرد التفكير بأنها عاجزة أمام مرض ابنتها. وكل ما تنتظره هو معجزة تليق بصلابة وحب ابنتها للحياة.

كاتبة لبنانيّة