"شجاعية".. كرّس نفسه جريحًا وأسيرًا وشهيدًا لخدمة الأقصى

في شوقٍ دائم في انتظار شهر رمضان للمسارعة إلى الرباط في ساحات المسجد الأقصى ومواجهة قوات الاحتلال، قضى قيس عماد شجاعية (23 عامًا) من رام الله يوم الجمعة الماضية شهيدًا بمحيط مستوطنة "بيت إيل"، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار.

والد الشهيد يقول لوكالة "صفا" إن قيس كان على علاقة دائمة بالقدس والمسجد الأقصى، فكان دائم التواجد فيه طيلة شهر رمضان، ولا يرجع إلى البيت إلا آخر يوم من الشهر.

ويضيف أن حبه للأقصى وارتباطه به، جعل المقاومة عنه نصب عينيه، ففي انتفاضة القدس قبل سبع سنوات، كان دائم التواجد عند مستوطنة "بيت ايل" وفي المظاهرات لمقاومة الاحتلال.

ويلفت شجاعية إلى أن قيس كان يتقدم التظاهرات، وأصيب بالرصاص الحي في المواجهات وجرى اعتقاله ومكث في مستشفى "هداسا" 12 يومًا، ونقل إلى عيادة سجن الرملة وأفرج عنه بكفالة.

ويتابع: "قبل أعوام، عاد من الأقصى قبل العيد وجرى اعتقاله، وظل يواظب على الرباط في الأقصى ومساعدة المصلين، والمشاركة في التظاهرات والمواجهات التي تحدث هناك".

ويتطرق شجاعية إلى أن نجله ورغم إصابته التي عانى منها طويلا، لم ينفك عن ساحة المواجهة مع الاحتلال، إلى أن بادر لتنفيذ العملية التي قضى فيها شهيدًا.

وعن يوم استشهاده يقول: "كنت أتصفح مواقع التواصل وإذا بخبر أمامي عن استشهاد شاب عند المستوطنة المذكورة وقرأت ذلك على مسامع زوجتي وإذا بها تفزع من الخبر دون معرفة اسم الشهيد".

وفي تلك اللحظة أخذت العائلة تحاول الاتصال عليه دون رد مما زادت الشكوك لدى جميعهم، "جاءت ابنتي تخبرني عن صورة نشرها إعلام الاحتلال، وعرفت حينها قيس من عينيه، وكانت تلك اللحظات على نفسي كالصاعقة".

ويتابع: "حاولت تمالك نفسي لعل قيس قد يكون مصابا وتم نقله للمستشفى للعلاج، إلى أن وصلنا الخبر الرسمي يؤكد استشهاده".

ويحدث شجاعية عن نجله، وإصراره على مقاومة الاحتلال والبقاء في دوامة الأحداث وما يجري في الأقصى من انتهاكات واقتحامات "كان معجبا بالشهداء وأفعالهم ومحبا لهم ودائم الحديث عنهم".

ويقول: "سارع قيس للشهادة رغم اعتقالاته وإصابته، فسجل نفسه في لوحات الشرف بنفسه".

أما والدته فتقول إن: "نجلها وفي الأيام الأخيرة قبل استشهاده كان دائم الحديث عن الشهادة والشهداء، ويذكرني بأمهات الشهداء وصبرهن، ويصر على أن أصبر مثلهن".

وتبين الأم أنه وقبل معرفة الشهيد راودها إحساس بأن قيس هو الشهيد، لكثرة ما كان يطلب منها أن تدعو له وتسامحه.

واستشهد الشاب قيس مساء الجمعة الماضية بعد تنفيذه عملية إطلاق نار على مستوطنة "بيت إيل" أدت لإصابة مستوطن، أعقبها تنفيذ الاحتلال اقتحامات لمنزل أسرته انتقاما للعملية.صفا