على مدار 11 يومًا.. الشهيد التميمي لاحق الاحتلال وأفشل منظومته الاستخبارية

أظهرت عملية الاشتباك التي قادها الشهيد المطارد عدي التميمي، مساء أمس الأربعاء، على مشارف مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة، فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الوصول إليه رغم مرور 11 يوماً على تنفيذه عمليته على حاجز شعفاط.

ووفق المختص بشؤون القدس ناصر الهدمي، فإن تنفيذ التميمي لعمليتين خلال تلك الأيام القلائل، ونجاحه في التخفي عن أعين أجهزة أمن الاحتلال التي استنفرت كل طاقتها وقوتها، أثبت فشل منظومة أمن "إسرائيل" والتي طالما كانت تتباهى بقدرتها على تتبع واعتقال منفذي العمليات بوقت قياسي.

ويقول الهدمي لـ"صفا": "عدي لاحق الاحتلال وتخفّى عن أعين الاحتلال، لكن لم يكن هاربًا وهاجم الاحتلال في أقوى ثكنات تمركزه ليفرض سيناريو المعركة ويؤدي واجبه ثابتًا حتى آخر رمق".

ويبين أن العامل الأساس في نجاح التخفي والتمويه في حالة الشهيد يتجه نحو ترجيح العمل المنفرد، بالإضافة أنه لم يقع بأخطاء التواصل مع الأهل أو منظميه إن وجدوا، حيث حافظ على سرية عمله وحيدَا ولم يترك طرف يخيط يُستدل عليه.

ويضيف: "السرية واضحة؛ ولم يستطع الاحتلال التنبؤ بخطواته أو أماكن تواجده أو الاستدلال على مساعدين له، فكلتا عمليتيه شكلتا دافعًا للخداع والتمويه على أجهزة مخابرات الاحتلال".

ويلفت المختص إلى أن الواقع الذي أوجده الاحتلال بغياب الشكل التنظيمي في العمل المقاوم وغياب القيادة التنظيمية، سيما بالقدس المحتلة؛ ساهم في نجاح التميمي بالتخفي وعدم وصول أجهزة الأمن الإسرائيلية إليه أو توقع خطواته المقبلة.

وبحسب الهدمي، فإن واقع هذا الغياب القسري صعّب مهمة أجهزة الاحتلال في تتبع ومعرفة خطوات هؤلاء المقاومين الذين باتوا يتخذون خطواتهم نحو تنفيذ عمليات مقاومة نابعة من مشاهد القهر والمظلومية.

أيقونة المقاومة

ويضيف: "كاميرات المراقبة في حاجزي شعفاط أو مدخل المستوطنة نقلت لنا وللعالم كافة حالة إقدام وشجاعة البطل التميمي".

ويتابع: "خلال عمليات سابقة للمقاومة كان هناك نماذج مقاومة فريدة من الإقدام والشجاعة، لكن وجود الكاميرات ونشر المقاطع المصورة وتسريبها في حالة عمليتي شعفاط وأدوميم أبرزت الإصرار على الاشتباك لآخر لحظة وستشكل ملهم وقدوة سنشهدها مستقبلاً".

ويرى الهدمي أن هذه المقاطع المصورة للشجاعة للشهيد التميمي ألهبت مشاعر الأحرار ورفعت معنويات الشعب الفلسطيني وبالأخص في الشارع المقدسي.

ويعتبر أن الشهيد التميمي تحول لأيقونة للمقاومة وغيّر صورة المقاومة الفردية بسن يافع لامتلاكه جرأة المقاتل الشجاع، حيث واجهَ جنود الاحتلال في أقوى حواجزهم العسكرية.

ويشير المختص بشؤون القدس إلى أن هذه الحالة ستشكل مثالًا يحتذى به في كل فلسطين بالقدس والضفة والـ 48.

وفاجأت عملية "معاليه أدوميم" التي نفذها الشهيد عدي التميمي الأمن الإسرائيلي، حيث "نجح المطارد رقم 1" وبحسب قناةٍ عبرية في كسر الحصار والخروج من القدس وتنفيذ عملية جديدة بعد 11 يومًا من تنفيذه لعملية شعفاط.

واحتفى مغردون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالشهيد، مشيدين ببطولته وجرأته.