من سيخلف ليز تراس في رئاسة وزراء بريطانيا؟

لم تكد ترجع رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس إلى مكتبها لجمع أغراضها، عقب إعلانها استقالتها اليوم الخميس، حتى بدأ الحديث عمن سيخلفها في المنصب.

ودعا زعيم حزب العمال المعارض كير ستامر إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة فورا، في أول تعليق له بعد خطاب تراس.

تجدر الإشارة إلى أنه وفق قواعد حزب المحافظين، يتوجب على لجنة 1922 أن تجتمع لتغيير القاعدة التي تمنع تغيير زعيمه قبل مرور عام على انتخابه.

وتناقلت وسائل إعلام بريطانية اسمي ريشي سوناك وبيني موردنت على أنهما أبرز المرشحين لخلافة تراس، فيما ذكرت صحيفة "التايمز" أن بوريس جونسون يتجه للترشح إلى زعامة حزب المحافظين.

 ولد ريشي سوناك في ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين من أصل هندي هاجرا من شرق إفريقيا إلى المملكة المتحدة. وكان والده طبيباً عاماً، فيما كانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.

درس سوناك في "وينشيستر كوليدج" المرموقة، ثم التحق بجامعة "أكسفورد". وارتبط سوناك بزوجته أكشاتا مورثي خلال دراسته الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة "ستانفورد"، التي التحق بها بفضل منحة "فولبرايت". وقدرت تقارير إعلامية ثروة زوجته، وهي ابنة الملياردير الهندي والمؤسس المشارك لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة "Infosys" بـ500 مليون جنيه إسترليني.

ودخل سوناك المعترك السياسي في 2015، بعد مسيرة ناجحة في القطاع المالي. فقد عمل محللاً في بنك "غولدمان ساكس" منذ عام 2001 حتى عام 2004، ليصبح بعد ذلك شريكاً في صندوقي تحوط. وانتخب سوناك نائباً عن دائرة ريتشموند في يوركشاير في 2015، وشغل منصباً وزارياً في حكومة تيريزا ماي عام 2018، قبل أن تتم ترقيته إلى وزارة الخزانة التي أصبح يقودها في حكومة بوريس جونسون عام 2020.
 
أما بيني موردونت فولدت في مدينة توركلي بمقاطعة ديفون جنوب غرب إنجلترا 4 مارس 1973. حصلت على درجة الليسانس في الفلسفة من جامعة ريدينج في بيركشاير 1995. وبعد التخرج أصبحت رئيسة لشباب حزب المحافظين 1997.

كما أضحت عضوا في مجلس العموم البريطاني عن دائرة بورتسموث الشمالية من عام 2010، ثم عينت وزيرة لشؤون المرأة والمساواة في عهد رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

يذكر أن ليز تراس، قالت اليوم الخميس، إنها ستقدم استقالتها من المنصب، كما أعلنت استقالتها من رئاسة حزب المحافظين، وذلك تحت ضغط برنامجها الاقتصادي الذي أثار صدمة في الأسواق وقسم حزب المحافظين بعد ستة أسابيع فقط من تعيينها. وبررت رئيسة الحكومة البريطانية استقالتها بأنها لا تستطيع متابعة مهامها.

وقالت تراس إنها اتفقت مع رئيس لجنة 1922 غراهام برايدي، أن تجرى انتخابات زعيم جديد الأسبوع المقبل، مما يعني وفق قواعد الحزب أنه سيصبح رئيس الحكومة الجديد.

 
وتولت تراس رئاسة الحكومة منذ 6 سبتمبر الماضي، وكانت آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 من الشهر ذاته.

والأربعاء، دافعت تراس عن نفسها داخل البرلمان وسط سيل من الانتقادات، بعدما اضطرت للتراجع عن برنامجها الاقتصادي، بينما أكدت أنها "محاربة وليست الشخص الذي ينسحب".

تراس التي تراجعت شعبيتها أكثر من أي وقت، واجهت اعتراضات من داخل غالبيتها، كانت صامتة بعد 6 أسابيع على دخولها إلى داونينغ ستريت، وخرجت عن صمتها فقط لكي تعتذر في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعد تراجعها المذل عن خطة خفض الضرائب الموعودة.

وتعود الأزمة إلى تقديم "الموازنة المصغرة" في نهاية سبتمبر من قبل وزير ماليتها آنذاك كواسي كوارتينغ، والتي تتضمن خفض ضرائب بشكل كبير ودعما قويا لفواتير الطاقة، الأمر الذي أثار مخاوف من تراجع الحسابات العامة، حيث سجل الجنيه الإسترليني تراجعا إلى أدنى مستوياته، وارتفعت معدلات الاقتراض الحكومي الطويل الأجل، قبل أن يتدخل بنك إنجلترا لمنع الوضع من التحول إلى أزمة مالية.العربية