كتلة الانجاز و الفزعة!
الفزع في اللغة تعني الإغاثةُ و يقال فزع القومَ أي أغاثهم ونصرهم، و فزِع إليه: لجأ واستغاث
و"الفزعة" في ذهن الاردنيين مصطلح شعبي يُستخدم للتعبير عن استنجاد شخص بآخرين لمعاونته في حل مشكلة ما. وهي صفة تلتصق بسيكولوجية الأردنيين الذين يُطلق عليهم اسم "النشامى" أي الأشخاص الذين تجدهم حاضرين دائماً في المواقف الصعبة.
ويستخدم الأردنيون والأردنيات للرد على "الفزعة" مفردات كثيرة من أبرزها: "أبشر/ ي" والتي تحمل معنى بشارة الخير لمن يطلب الدعم.
يعيب البعض على كتلة انجاز فيقول انها كتلة الفزعة .. فهل هذا قدح أم مدح؟؟
مر القطاع الصناعي في الفترة الماضية بتحديات كبيرة لكن اكبر تحدي واجهته الصناعة الأردنية هو ازمة كورونا و التي مثلت أزمة اقتصادية غير مسبوقة، و اذا دققنا بالنهج الذي تعاملت به الغرفة آنذاك، نجد أنها اتبعت سياسة ( الفزعة) لحل مشاكل الصناعيين، حتى عُرفت هذه الكتلة بكتلة " الفزعة"..
فقد عملت الغرفة بالسرعة القصوى لرفع الضرر عن القطاع الصناعي و الرد على مكالمات الصناعيين ليلاً نهاراً، و هرعت بتكفل الصناعيين و الافراج عنهم و عن بضائعهم، و تعاونت مع وزارة الصناعة و التجارة على فتح و متابعة عمل المصانع خلال الجائحة و استصدار التصاريح حسب الاصول، و تخصيص خط ساخن دائم لخدمة القطاع الصناعي و رفع الاذى عنه و حل مشاكله الطارئة دون أي تأخير
فهل هذا العمل مدعاة لاستهجان البعض لتلك "الفزعة" أم أن الغرف الصناعية لم تعتد على مثل هذا الأسلوب في نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف و بالتالي هي صفة مستجدة على الغرفة و قفزة على مستوى الخدمات التي تقدمها،
أليس من العيب أن يحاول البعض تشويه هذه الصورة الإيجابية ويجعلها سلبية و همجية و فوضوية بحق أفراد كتلة اتحدوا لخدمة الصناعيين و قضاء المصالح و اجابة اهل الحاجات..
المهم أقول لمن يعيب على كتلة الإنجاز فزعتها ليس العيب بالفزعة فهي مفهوم تعاوني كبير لا تدركه إلا المجتمعات الحيّة، و لكن العيب أن توصف كتلة انجاز بأنها أهل فزعة و نسكت ، فكتلة انجاز على التحقيق كتلة فزعة و في نفس الوقت كتلة ذات رؤية و ذات استراتيجية و لديها القدرات و المؤهلات ، و هي مزيج متجانس متكامل و عملها مؤسسي ذو حوكمة .
* صناعي