انطلاق فعاليات «مهرجان المفرق للشعر العربي» في دورته السابعة



 لانا سويدات – انطلقت مساء أول امس الثلاثاء فعاليات الدورة السابعة من "مهرجان المفرق للشعر العربي" في المركز الثقافي الملكي بعمان، بحضور أمين عام وزارة الثقافة الروائي هزاع البراري والأستاذ عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الشارقة، وفيصل السرحان مدير بيت الشعر بالمفرق وكوكبة من الشعراء ومحبي الشعر، وتضمن الافتتاح معرضا لمنشورات دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، وحفلا موسيقيا لموسيقات القوات المسلحة. بمشاركة 23 شاعراً سيلقون قصائدهم في مدن أردنية مختلفة.

وألقى البراري كلمة، في الحفل الذي أداره الكاتب الدكتور سالم الدهام، أشار فيها إلى أن هذا المهرجان له دوره الأساسي في الحفاظ على اللغة العربية، ويعد هذا المشروع ضمن حزمة كبيرة تقوم بها الشارقة على امتداد الوطن العربي، مشيرا إلى الاتفاقية ما بين وزارة الثقافة وإمارة الشارقة التي تعد من أهم الاتفاقيات بين البلدين الشقيقين.

وقدم مدير بيت الشعر بالمفرق فيصل السرحان كلمة قال فيها إن هذا المهرجان ينظمه سنويا بيت الشعر في المفرق، الذي تم تأسيسه في الأردن منذ سبعة أعوام بمبادرة كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وبترحيب من قِبل وزارة الثقافة الأردنية ليكون رافدا من روافد الارتقاء بالذائقة الشعرية باعتبار الشعر ديوان العرب.

ومن جانبه ألقى عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة – الشارقة كلمة أكد فيها على تجدد اللقاءات الأخوية، وتعزيز أواصر المحبة، عندما يتوجها هذا التواصل العربي والتعاون المشترك وهو ما يجسده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية في ظل القيادة الرشيدة في البلدين.

بدأت فعاليات الأمسية الأولى بقراءات شعرية استهلها الشاعر سعد الدين شاهين الذي أخذنا في قصيدته «أعيدوا لي الجمجمة» إلى مخاض الولادة والقتل مستذكرا الاحتلال والبطش وكذلك الشهداء في فلسطين والجزائز يقول:
«أعيدوا لي الجمجمة»

حين يروي مسقط الرأس تفاصيلَ الولادةِ
في ظلال الاحتلالِ ِ فإنّ عظمَ الجُمجمة
هو من يُدلي بأوصاف الجناة القتلة
ثم لا يكتمُ سرا ،
أن في العادة كانوا يتركون النّصلَ في جوفِ الوريد.
. الشاعر علي البتيري في قراءته أعادنا إلى الحالمين على الشواطئ والذين أسلموه للدعاء، ذاهبا بنا إلى قنديل في الذاكرة والطفل الشهيد، باحثا عن فرح ليغني وكيف يغني

أما الشاعر يوسف عبد العزيز فحلّق بنا في محاولة لرسم قريته شمال القدس في لغة تشكيلية معبرة الحنين واللهفة، ومستحضرا «المركب السكران» هذا العنوان المأخوذ من الشاعر الفرنسي رامبو ليسقطه على الواقع المرير، مرورا بقصيدته «خليل الأهبل» المتشرد في الطرقات، الذي يقود الأرض نحو طفولة خضراء.
.
فيما الشاعر محمد سلاّم جميعان عبر قصائده العمودية ما ضل قلبه، وإلى أكذوبة وإلى المرأة وحيدة، قصائد معبرة عن الذات الشاعرة منشغلة بالهم الإنساني ضمن سياق وسرد شعري يعاين الواقع يقول:



أكذوبة
أُكذوبةٌ هي كَمْ أدمنتُها عمري
والآنَ في صَحْوِ نِسْيانِي أُغادرُها
أكذوبةٌ هي ياما صُنْتُ مِعْصَمَها
حتَّى تَغنَّتْ على كَفّي أساورُها
كم أقسَمَتْ بِدمي أنّي لها أبداً
وأنَّني أوَّلُ الدُّنيا وآخِرُها.
الشاعرة د. إيمان عبد الهادي قرأت نصا واحدا وهو عبارة عن مرثية احتفائية لساعة العمر المنكسرة، تجلّت فيها الروح الشاعرة وبروح صوفية، فكانت نزهة المشتاق، فكانت أمام الأربعين ترى نهرا بلا جهة وقبرة تؤول، شاعرة أخذتنا إلى مساحة من الحزن في رحيل والدها تقول الشاعرة:
" حتّى إذا بَلغَ أشُدَّهُ وبلغَ أربعينَ سنَة..."
نُزهةُ المُشتاق
(مرثيّةٌ احتفائيّةٌ بساعةِ العمرِ المنكسِرة)
أمامَ الأربعين رأيتُ عُمري
يسيلُ على ( الفَوَاتِ) ولا يسيلُ
يُميِّعُهُ المُضيُّ بلا جهاتٍ…
ويعصمه الوقوفُ المستحيلُ.
واختتم القراءات الشاعر د. راشد عيسى فقرأ غير قصيدة، مقطوعتان للصقر فكان به صقر لا يأكل إلا ما يصطاد، ويده لا تلمس زنبقة مُنشمة، وقرأ قصيدة لصديقه الشاعر يوسف أبو لوز، قصائده يعمل من خلالها على الاشتقاقات التي تكشف المعنى في المبنى وتصيبنا بدهشة القول الشعري ،حيث كانت مسك الختام .
واختتمت الأمسية بتكريم الشعراء بشهادات التقدير.