خبيران: دخول الخليل على خط العمليات الفدائية أربك حسابات الاحتلال


اعتبر خبيران سياسيان أن دخول مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، على خط العمليات الفدائية، بأنه "نقلة نوعية، ودفعة كبيرة للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية، تربك حسابات الاحتلال، لثقل المدينة جُغرافيا، ونوعية عملياتها التي اشتهرت بها تاريخيا”.
تأخر الخليل كان مسألة وقت
وقالت الكاتبة والمحللة السياسية الفلسطينية لمى خاطر لـ”قس برس”، اليوم الأحد، إن "المتابع لنمط المواجهة في الضفة الغربية يلاحظ أن مدينة الخليل، عندما تدخل على خط الموجهة المسلحة، تميل للعمليات النوعية، وهذا كان على مدار الانتفاضات والهبات السابقة”.
وتابعت خاطر: "مخطئ من كان يظن أن الخليل تأخرت عن اللحاق بركب المقاومة في الضفة الغربية؛ والمتابع للمشهد عن قرب كان يعرف أن الأمر مسألة وقت، لتعود الخليل للواجهة وتضرب بقوة من خلال عملية الشهيد محمد الجعبري، وتدخل المواجهة من أوسع ابوابها”.
وأشارت إلى أن التسهيلات الاقتصادية، التي كان يقدمها الاحتلال لسكان الخليل، تهدف لإغراء أهلها للابتعاد عن المقاومة ودعمها بأي طريقة كانت.
وشددت على أن الاحتلال "كان معنيا بتحييد الخليل بسكانها وثقلها الجغرافي ونمطها الاقتصادي والاجتماعي، وكونها معقل لحركة حماس، ولكن حصل ما كان يخشاه”.
وأضافت أن "من أهم دلالات العملية الأخيرة أن منفذها ينتمي لحماس، وله شقيق أسير محرر في صفقة وفاء الأحرار (تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال عام 2011) موجود في غزة، وينحدر من عائلة مجاهدة لها تاريخ مشرف في المقاومة”.
وأوضحت خاطر أن "الاحتلال يخشى أن تصبح حالة المقاومة إرثا عائليا وتنافسا لدى العوائل والعشائر والتنظيمات، وهذا النمط موجود في أكثر من عائلة من عوائل الخليل، والاحتلال ينظر بخطورة بالغة إلى هذا الامر”.
وأشارت إلى أن الشهيد الجعبري، وغيره من المقاومين، أمثال عدي التميمي، أصحبوا حالات ملهمة للشباب، ونماذج يحتذى بها من قبل الشباب، بل ورموزا للشعب الفلسطيني.
العملية الأكثر خصوصية
ومن جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن "خصوصية عملية الجعبري، تكمن في أنها جرت في الخليل”.
وقال القرا لـ”قدس برس”، إن "دخول الخليل على أي أحداث، يمثل ثقلا كبيرا، وبشكل مباشر على المستوطنين، وخاصة في مستوطنة كريات أربع، ومحيط الحرم الإبراهيمي”.
وأضاف أن "طريقة تنفيذ العملية، التي أدت إلى مقتل مستوطنين وإصابة آخرين، واستخدام السلاح الآلي، وذات الإمكانيات الأعلى، بخلاف العمليات السابقة مؤشر آخر على خصوصية هذه العملية ونوعيتها”.
وأشار إلى أن "العملية ستشتت الجهد الأمني للاحتلال، وستستنزف الجيش الإسرائيلي وأجهزته في الضفة الغربية، خاصة في ظل حالة الضغط التي يمارسها الاحتلال في نابلس ومع مجموعات عرين الأسود”.
وتابع أنها "ستسبب حالة إرباك للاحتلال في ذروة الأعياد، والانتخابات المزمع عقدها قريبا، ويقع الأمن في سلم الدعاية الانتخابية”.
وشدد القرا على أن "بعد العملية الأخيرة، لن يشعر المستوطنون في الخليل بالأمان بعد اليوم، وخاصة من نتائج العملية، لاسيما أن بصمات حركة حماس عليها”.
وأكد أن "المقاومة مستمرة، وبأشكال متعددة، بين الهجمات المباشرة والاشتباكات والمباغتة، وفي مناطق عدة من أقصى الشمال لأقصى الجنوب”.