بيان من تيار "الوصفيون الجدد" بخصوص الاعتداء على دارة وصفي التل
أعلن تيار الوصفيون الجدد احجامه عن المشاركة بالفعالية القادمة لاستذكار الشهيد وصفي التل، واقتصار مشاركته بزيارة ضريح الشهيد وقراءة الفاتحة والمغادرة دون أية فعاليات أخرى.
وبرر التيار قراره بالتضييق الرسمي عليه ومحاولات تحجيم فعاليات استذكار الشهيد بحجج واهية ومبررات ضعيفة في السنوات الأخيرة.
إلى ذلك، استهجن تيار الوصفيون الجدد المماطلة الرسمية في اعلان نتائج التحقيق بواقعة الاعتداء على دارة ومتحف الشهيد وصفي التل.
وانتقد التيار آلية عمل لجنة التحقيق في واقعة الاعتداء على دارة الشهيد، مطالبين رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة التدخل من أجل اظهار الحقائق ومحاسبة كلّ مقصّر.
وتاليا نصّ البيان:
بيان صادر عن (الوصفيون الجدد)
المكاشفة
اجتمع ممثلون للتيار من كافة محافظات المملكة وأصدروا البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثة أشهر طويلة بأيامها وأسابيعها, مرت على (المتحف غيت), حيث كشف الوصفيون الجدد, بجهود ذاتية مضنية, عن ممارسات مسيئة لدارة ومتحف الشهيد وصفي التل في الكمالية, وفعاليات لا تليق بتاريخ هذا الرمز الوطني الفذ, ولا بفكره وقيمته الوطنية التي ما زالت محط احترام وتقدير الاردنيين, وموقع احتفائهم وفخرهم,
وبعد مرور هذا الوقت الطويل, على توجيه دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة, لأمانة عمان, بتشكيل لجنة تحقيق شفافة بهذه التجاوزات الفضّة, لتحديد طبيعتها وشخوصها, وإعلان نتائج تحقيقها للشعب الأردني المستاء, والمنتظر لوعد دولة الرئيس وأمين عمان, يثبت للتيار, وكافة الأردنيين, وفي ظل تكتم شديد عميق في أمانة عمان, على عمل ونتائج تحقيق لجنتها العتيدة, مخالفين بذلك آمال الأردنيين, وتوجيه دولة رئيس الحكومة بالشفافية وحق الحصول على النتائج, بأن أمانة عمان قد عملت بمبدأ (إن أردت أن تميت موضوعا, فشكّل له لجنة).
لقد انتظر تيار (الوصفيون الجدد), طيلة الأشهر الثلاثة الماضية على كشف المستور المرفوض والمدان, بحق دارة الشهيد ومتحفه, وموقع صنع القرارات السياسية والأمنية, في حقبة تاريخية عصيبة ومفصلية هامة, وأعطينا كل الفرصة والوقت, لأمانة عمان, لإنجاز المهمة وإطلاع الأردنيين على ما حصل, ومسائلة المسؤولين عما حصل, وحين صمت آخرون, كنا في فترة الانتظار هذه, على تواصل مباشر وسؤال دائم, في أروقة أمانة عمان ومكاتبها, بمحصلة لم تتعدى الوعود والتصبير, وعلى رأي أهلنا: (عند عمّك طحنّا).
أما وقد ذاب الثلج وبان التقصير, وربما القصد وأسلوب التعتيم واللفلفة, والطي تحت السجادة, الذي تعاملت به أمانة عمان, وكما عهدنا بعمل لجان كثيرة شكلت لأمر مهم ما, لم تفصح عن نتيجة او إجراء, ولم تكاشف شعبنا العزيز, فقد بات لزاما علينا أن نكاشف أهلنا بالتالي:
أولا, ان عمل هذه اللجنة لم يختلف عن عديدات غيرها, ولن يختلف, ولا أمل هناك يجعلنا نطيل فترة الانتظار والترقب.
ثانيا, يكاد يجزم التيار, ومن معطيات كثيرة رشحت للعلن, بأن هناك قرار رفيع المستوى, بالتسويف وشراء الوقت, والرهان على الذاكرة البشرية, لطمس الأحداث والتعمية عليها, مع احتمالية وجود ضغوط عديدة, سببت هذه التعمية, بقصد عدم المسائلة لمن مكّن المتجاوزين , موضوع التحقيق والتحري.
ثالثا, إن اجراءات جديدة اتخذت من طرف الأمانة, لم تكن هي الأخرى من مصلحة دارة ومتحف الشهيد, بالاضافة الى مظاهر إهمال واضحة, عند ضريح الشهيد وخدمات النظافة والصيانة الحالية, لتثبت مجددا, ان هناك ما يُحاك لهذا الحصن الوطني, ويُبيّت لتركة وصفي وتاريخه المجيد, وربما لمجمل التاريخ الأردني, مبعث عزتنا واعتزازنا.
رابعا, لقد حرص تيار (الوصفيون الجدد), وهو ليس القيّم على تاريخ وصفي, وليس جهة رسمية وصيّة عليه, الا من خلال الواجب الأخلاقي والحسّ الوطني, الذي يفرض علينا العناية والمتابعة, والبذل والعطاء والحرص, فلم نأل جهدا يوما, في أداء رسالتنا الوطنية تجاه الأردن العظيم عامة, ورموزه الوطنية, وعلى رأسها الشهيد وصفي مصطفى وهبي التل خاصة, دون ابتغاء لمغنم او اتقاء لمغرم, وقد تحملنا لهذا, الكثير من النقد والتصيّد والاتهام, ولم نكن بمأمن من التضييق والاستهداف, باشكال عديدة وأوجه شتى, ودفعنا الثمن غاليا, وكنا تكرارا في منظار المعنيين وضغطهم, مما ترك بصماته المرهقة وظلها الثقيل, على التيار, والعديدين منا.
خامسا, وفي حين امتطى البعض فكر (الوصفيون الجدد), للتسلق وتحصيل الامتيازات, بل وقام بعضهم بزيارة مجاملة لمن أساء صراحة لاسم الشهيد وتاريخه, كان اهتمام التيار ينصبّ, على المصلحة الوطنية العليا, وبناء جسور المعرفة والتثقيف التاريخي, بين رموزنا الوطنية التي ضحّت وبلّغت رسالة الوطن, وصيانة ذكراها وآثارها, وبين الأجيال الشابة وحملة رسالة المستقبل, المتعطشة للمعلومة والتوثيق لأبطال وشهداء الوطن وقدوته الحميدة, خاصة بعد ان استشرى الفساد, وعمّت روح التّنفّع والمصالح الشخصية, التي تكاد تودي بالمنجزات وتطيح بالمكتسبات العامة.
وعليه, ومن باب حرصنا الوطني, على دولة القانون والمؤسسات, فإننا نتوجه هنا, لدولة رئيس الوزراء, لنضع امامه, خشيتنا من انعدام مبدأ الشفافية والوضوح والمكاشفة, وغياب نتائج لجنة التحقيق التي أوعز دولته بتشكيلها, حسب هذه المبادئ والأصول, منتظرين من دولته التدخل مجددا, لوضع شعبنا الاردني العزيز, بصورة مجريات الأحداث, وما خلصت اليه لجنة تحقيق أمانة عمان الكبرى, بخصوص التجاوزات التي اساءت لدارة ومتحف الشهيد وصفي التل, التي ما تزال تشغل بال الاردنيين وتثقل حيز انتظارهم.
كما ننتظر من آل التل الكرام, والمشاركين بلجنة الوقف الوصفوي, ان يقوموا بالدفع نحو كشف نتائج التحقيق, ومساءلة المقصرين,
أما ما يخص تيار (الوصفيون الجدد), وبعد ان تم التضييق عليه, وتحجيم فعاليات استذكار الشهيد, بواهي الحجج وضعيف المبررات في السنوات الأخيرة, فقد قرر التيار, ان يتوجه لأساليب وخطوات عملية أخرى, لخدمة تاريخ الشهيد وصفي التل, لن يكن آخرها, الإحجام عن المشاركة بالفعالية القادمة, تعبيرا عن رفضنا لاختزال تاريخ الوطنيين والشهداء, بالتجمع والانفضاض, وحسب ما يشاء مسؤول او لجنة او متنفذ, وسيقتصر تواجدنا على قراءة الفاتحة عند الضريح والمغادرة, وفي القلب غصّة عميقة وفي الوجدان بركان متأجج, لن تدفعنا الا الى مزيد من التمسك بتاريخ رموزنا الوطنية, شاكرين ومقدرين لهم تضحياتهم, مثمنين لشعبنا العزيز, التفافه حول ذكرى ومجد وتضحية الشهيد وصفي التل, وجميع شهداء الوطن, رحمهم الله, وتقبلهم في عليين.
وحمى الله الأردن العظيم
تيار (الوصفيون الجدد).
عمان, في 2/11/2022