إعلان بلفور.. 105 اعوام على جريمة القرن العشرين، وفلسطين ماضية نحو الحرية والإستقلال ؟
بداية يجسد إعلان بلفور جريمة سطو على أرض ووطن شعب عربي فلسطيني ضاربة جذوره لآلاف السنين و الممتدة نتائجه بحق الشعب الفلسطيني منذ 105 عاما والصادر عن حكومة بريطانيا الإستعمارية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يمثل :
أولا : جريمة إعلان حرب على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بالعيش والسيادة في وطنه التاريخي فلسطين .
ثانيا : جريمة تطهير عرقي .
ثالثا : إقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وإحلال مكانه مجموعات من اصقاع العالم بإسم الدين اليهودي في جريمة غير مسبوقة بالتاريخ ومحاولة تكوين شعب منها خلافا لأسس والعناصر المكونة للشعوب .
آلية التنفيذ :
إعتمدت برطانيا آليات تنفيذية بإتفاق ودعم حلفاءها من الدول الإستعمارية وخاصة من قبل فرنسا سياسة ممنهجة لتنفيذ جريمة القرن العشرين عبر إتباع سلسلة من الإجراءات :
■ إحتلال فلسطين عسكريا .
■ إنتزاع قرار من عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني على فلسطين بهدف تنفيذ وعد بلفور على أرض فلسطين .
■ إعمال وإرتكاب كافة اشكال الجرائم بحق الشعب الفلسطيني من إضطهاد وقتل وتنكيل وإعتقالات تعسفية ومصادرة الأراضي وتجريد من أبسط حقوق الإنسان الفلسطيني بالحياة والحرية .
■ توظيف الديانة اليهودية لتشجيع اليهود في العالم الهجرة إلى فلسطين وتقديم الدعم والتسهيلات امامهم من تمكينهم الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة وتدريبهم وإمدادهم بالسلاح بتنسيق مع الوكالة اليهودية رائدة الحركة الصهيونية العدوانية والعنصرية .
■ قيام قوات الجيش الإستعماري البريطاني بالمشاركة وتأمين الدعم و الحماية للعصابات الإجرامية الصهيونية كعصابات " شتيرن وهاجانا " وتمكينها من إرتكاب جرائمها ومجازرها وإنتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني بهدف طردهم خارج وطنهم التاريخي وإحلال لفيف ممن لا رابط يجمع بينهم سوى إعتناق اليهودية .
■ إنتزاع قرار ظالم بحق الشعب الفلسطيني من الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين مبقيا للشعب الفلسطيني 45 % .
أهداف بريطانيا :
لبريطانيا وحلفاءها أهداف كثيرة من إقامة كيان إسرائيلي عدواني توسعي في فلسطين مركز وقلب الوطن العربي الكبير وعلى رأسها :
أولا : التخلص من الوجود اليهودي في أوربا كحل للصراع مع الكنيسة .
ثانيا : إنشاء قاعدة إنطلاق عسكرية عدوانية دائمة تهدد الأمن والإستقرار العربي لضمان السيطرة والهيمنة على مقدرات وثروات الوطن العربي الكبير بأقطاره المتعددة .
ثالثا : ضمان ديمومة تقسيم الوطن العربي ومنع وحدته ترسيخا لإتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو .
إذن تتحمل بريطانيا العقل المفكر والمدبر والمنفذ ومعها بالتأكيد فرنسا وأمريكا المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن تداعيات جريمة إنشاء كيان مصطنع على أرض فلسطين وما نجم عنه من حرمان الشعب الفلسطيني من حقه بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 في جريمة تطهير عرقي يوجب تقديم مرتكبيها للمحاكم الدولية ذلك اليوم آت ولو بعد حين....
التذكير بجريمة القرن العشرين التي إرتكبتها بريطانيا والممتدة تداعياتها ونتائجها للقرن الحادي والعشرين دون أفق لإضطلاع بريطانيا وحلفاءها القيام بواجباتها تكفيرا عما اقترفته وعملا بواجباتها كدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتمكينه من التمتع بحقوقه الأساس من الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس إنما يمثل إمعانا بالمضي في جريمتها ...
إحياء الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي وأحرار العالم لذكرى إعلان بلفور في 2 / 11 من كل عام إنما ياتي في سياق التأكيد على أن الذاكرة الفلسطينية والعالمية لم ولن تنسى جريمة القرن العشرين .... وبأن الشعب الفلسطيني مدعوما من أحرار العالم دولا وشعوبا ماض بنضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا حتى التحرر من نير الإستعمار الإحلالي الإستيطاني الإرهابي العنصري الإسرائيلي وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله. ...؟ !