دون تدفئة أو ماء أو كهرباء.. كييف تستعد لأسوأ شتاء



حذر رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، السكان من أنه يجب عليهم الاستعداد "للأسوأ" هذا الشتاء، إذا استمرت روسيا في قصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما يعني أنه لا يمكن استبعاد غياب الكهرباء أو الماء أو التدفئة في البرد القارس.

وقال فيتالي كليتشكو لوسائل الإعلام الحكومية: "نبذل قصارى جهدنا لتجنب هذا، لكن لنكن صريحين، أعداؤنا يفعلون كل شيء من أجل أن تكون المدينة دون تدفئة، دون كهرباء، دون إمدادات مياه، بشكل عام، لكي نموت جميعا".

وأضاف: "مستقبل البلد ومستقبل كل واحد منا يعتمد على مدى استعدادنا للأوضاع المختلفة"، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.

استهداف البنية التحتية للطاقة

روسيا ركزت على ضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الشهر الماضي، مما تسبب في نقص الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
كان من المقرر أن تشهد كييف انقطاع التيار الكهربائي كل ساعة، الأحد، في أجزاء من المدينة والمنطقة المحيطة بها.
تم التخطيط لانقطاع التيار الكهربائي في مناطق تشيرنيهيف وتشيركاسي وجيتومير وسومي وخاركيف وبولتافا القريبة حسبما أفاد مشغل الطاقة الأوكراني المملوك للدولة "أوكرنرغو".

تخطط كييف لنشر حوالي ألف نقطة تدفئة، لكنها أشارت إلى أن هذا "قد لا يكون كافيا" لمدينة يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة.
في مدينة باخموت بدونيتسك، يعيش حوالي 15 ألف أوكراني متبقين دون ماء أو كهرباء نتيجة القصف اليومي، وفقا لوسائل إعلام محلية.
تقارير إعلامية ذكرت، الأحد، أنه أعيد توصيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية بشبكة الكهرباء الأوكرانية.
تحتاج أكبر محطة نووية في أوروبا إلى الكهرباء للحفاظ على أنظمة التبريد الحيوية، لكنها كانت تعمل بمولدات تعمل بالديزل في حالات الطوارئ، منذ أن قطع القصف الروسي وصلاتها الخارجية.
تقدم أوكراني في الجنوب

بينما تكثف روسيا هجماتها على العاصمة، تتقدم القوات الأوكرانية في الجنوب.
الجيش الأوكراني قال، الأحد، إن سكان مدينة خيرسون الأوكرانية التي تحتلها روسيا، "تلقوا رسائل تحذير على هواتفهم تحثهم على الإخلاء في أسرع وقت ممكن".
الجنود الروس حذروا المدنيين من أن "الجيش الأوكراني يستعد لهجوم مكثف"، وطلبوا من الناس المغادرة إلى الضفة اليمنى للمدينة على الفور.

لماذا خيرسون؟

تستعد القوات الروسية لشن هجوم مضاد أوكراني لاستعادة مدينة خيرسون الجنوبية، كونها مدينة استراتيجية وقد سيطرت عليها القوات الروسية خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية.

في سبتمبر، ضمت روسيا خيرسون بالإضافة إلى ثلاث مناطق أخرى من أوكرانيا، إلى أراضيها، وأعلنت لاحقا الأحكام العرفية في المقاطعات الأربع.
الإدارة التي نصبها الكرملين في خيرسون، نقلت بالفعل عشرات الآلاف من المدنيين من المدينة.
المتحدثة باسم القوات الجنوبية الأوكرانية، ناتاليا هومينيوك، قالت إن "روسيا تحتل وتخلي خيرسون في وقت واحد، في محاولة لإقناع الأوكرانيين بأنهم سيغادرون بينما هم في الحقيقة يحفرون فيها".
"هناك وحدات دفاعية تخندقت هناك بقوة كبيرة، وبقي قدر معين من المعدات، وتم إنشاء مواقع لإطلاق النار"، وفق هومينيوك.

ماذا يحدث ميدانيا؟

في الشرق، تتخندق القوات الروسية في منطقة متنازع عليها بشدة، مما أدى إلى تفاقم الظروف الصعبة بالفعل للسكان والجيش الأوكراني، بعد ضم موسكو غير القانوني وإعلان الأحكام العرفية في مقاطعة دونيتسك.
"الهجمات دمرت بشكل شبه كامل محطات الطاقة التي تخدم مدينة بخموت وبلدة سوليدار القريبة"، بحسب حاكم المنطقة الأوكرانية، بافلو كيريلينكو.
كيريلينكو ذكر في وقت متأخر السبت، أن القصف أدى إلى مقتل مدني وإصابة 3 أشخاص.

وضع دونيتسك

بين يومي السبت والأحد، أطلقت روسيا 4 صواريخ و19 غارة جوية، أصابت أكثر من 35 قرية في 9 مناطق، من تشيرنيهيف وخاركيف في الشمال الشرقي إلى خيرسون وميكولايف في الجنوب، حسبما ذكر مكتب الرئيس.
المكتب أوضح أن الضربات قتلت شخصين وأصابت 6.
الانفصاليون المدعومون من موسكو سيطروا على جزء من دونيتسك لنحو ثماني سنوات، قبل العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في أواخر فبراير.
حماية "الجمهورية" التي أعلنها الانفصاليون كان أحد مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب، وقد أمضت قواته شهورا في محاولة للاستيلاء على الإقليم بأكمله.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال في خطاب متلفز ليلا إنه "في الوقت الذي تركزت فيه ممارسات روسيا "الوحشية الأعنف" في دونيتسك، فإنها تواصل "القتال المستمر" في أماكن أخرى على طول خط المواجهة، الذي يمتد لأكثر من ألف كيلومتر.

"مراكز تدريب ميليشيات"

وفي ضواحي بخموت بدونيتسك، يقع خط الجبهة حاليا، حيث ورد أن مرتزقة من مجموعة "فاغنر"، وهي شركة عسكرية روسية غامضة، يقودون الهجوم.
مؤسس المجموعة، يفغيني بريغوزين، الذي ظل عادة بعيدا عن الأنظار، يلعب الآن دورا أكثر وضوحا في الحرب.
بريغوزين أعلن، الأحد، في بيان، "تمويل وإنشاء مراكز تدريب للميليشيات" في منطقتي بيلغورود وكورسك الروسيتين جنوب غربي البلاد، قائلا إن السكان المحليين هم "الأفضل لمحاربة التخريب على الأراضي الروسية".

مقابر جماعية في خاركيف

في خاركيف، عمل المسؤولون على تحديد هوية جثث عثر عليها في مقابر جماعية بعد انسحاب الروس، حسبما ذكر المتحدث باسم مكتب المدعي العام الإقليمي، دميترو تشوبينكو، لوسائل إعلام محلية.
تم جمع عينات الحمض النووي من 450 جثة عثر عليها في مقبرة جماعية بمدينة إيزيوم، لكن العينات تحتاج إلى مطابقة مع الأقارب.
حتى الآن لم يشارك سوى 80 شخصا في عملية المطابقة.