هل سيوقع الاردن اتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع كيان مارق؟!
محرر الشؤون المحلية - ذكرت صحيفة غلوبس الإسرائيلية أن الأردن والكيان الصهيوني ودولة الإمارات العربية المتحدة ستوقع على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 (COP27) في شرم الشيخ بمصر مذكرة تفاهم لتسريع تنفيذ مشروع الماء مقابل الكهرباء والذي تم الاتفاق عليه قبل عام بالضبط، وذلك بالرغم من الاعتراضات الواسعة أردنيا على المشروع الخطير.
الحقيقة أن المنطق السليم لا يقبل ما أوردته الصحيفة العبرية، فلا يمكن لعاقل أن يتصوّر ذهاب الحكومة لتوقيع مثل هذه الاتفاقية مع كيان مارق لا يراعي حقّا ولا عهدا ولا اتفاقية، ولطالما اشتكى الأردن من ممارسات سلطات الاحتلال وعدم التزامها بأية اتفاقية، ومنها اتفاقية وادي عربة التي حددت حصّة المملكة من مياه نهر الأردن ومياه الآبار الجوفية، لكن الواقع أن الأردن لا يحصل على حصته من مياه نهر الأردن كاملة، وأن اسرائيل تعتدي على مصادر المياه الجوفية في وادي عربة بخلاف ما نصّت عليه الاتفاقية المشؤومة.
كما تعتدي سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشكل يومي على الوصاية الهاشمية بالرغم من كون معاهدة وادي عربة نصّت عليها بشكل صريح، لكننا نرى اقتحامات المسجد الأقصى وقد أصبحت روتينا اسرائيليا يوميا، بل ونرى اعتداءات مستمرة على المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية، دون أن تلتفت سلطات الاحتلال لا إلى الوصاية الهاشمية ولا إلى معاهدة وادي عربة.
ماذا عن اتفاقية "ناقل البحرين" التي ربط الأردن مصيره بها بالكيان الصهيوني سنوات عديدة، لتقوم سلطة الاحتلال الاسرائيلي لاحقا بإلغائها فجأة ودون مقدّمات، بعد أن كانت آمال وأحلام الأردن الرسمي كلّها مبنيّة عليها!
ثمّ كيف تقرر حكومة المضيّ في اتفاقية بهذه الخطورة دون حاجة ملحّة لها، فنحن في الأردن مازلنا نمتلك خيارات عديدة قبل أن نربط أنفسنا بالكيان الاسرائيلي المارق؛ هناك امكانية لبناء مزيد من السدود، ولدينا مشروع الناقل الوطني، والأهم من ذلك يمكننا اختيار قيادات قادرة على ادارة شؤون قطاع المياه بكفاءة عالية تغنينا عن الذهاب نحو اسرائيل..
لا نعلم سبب اصرار حكومة الدكتور بشر الخصاونة على ربط الأردن بالكيان الصهيوني عبر قطاعات حيوية مثل "الطاقة والمياه"، سيّما ونحن نتحدث عن عدوّ ومحتلّ يستغلّ أي فرصة لتثبيت نفسه في المنطقة، بل والتوسّع في احتلال الأرض، وبالتأكيد ستصبح مهمّته أسهل عندما نرهن مثل هذه القطاعات بيده.
اللافت هو حالة الصمت الرسمي إزاء الأخبار الواردة من وسائل الاعلام العبرية -وهي التي كشفت ابتداء عن اتفاق النوايا العام الماضي-، وقد حاولت الاردن24 الحصول على تعليق من وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، ولكنه لم يُجب على محاولاتنا..