محللون: عملية "أرئيل" حملت رسائل خطيرة وهشمت "نظرية الردع"

أجمع محللون سياسيون على أن عملية الطعن والدهس التي نُفذت اليوم الثلاثاء بمستوطنة "أرئيل" قرب سلفيت، تحمل رسائل قاسية للمستوى السياسي والأمني الاسرائيلي.

وقُتل صباح الثلاثاء ثلاثة مستوطنين وأصيب ثلاثة آخرين بعملية طعن ودهس قرب المنطقة الصناعية بمستوطنة "أرائيل" المقامة على أرض سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما استشهد المنفذ برصاص قوات الاحتلال.

واعتبر المختصون أن العملية خطيرة للغاية كون الفدائي استطاع التنقل بكل حرية ونفذ عملية مركبة، طعن ودهس.

خطورتها

وقال المختص بالشأن السياسي أحمد أبو زهري: "إن خطورة العملية تكمن في نجاح منفذها في ايقاع أكبر قدر من القتلى والاصابات رغم عدم امتلاكه لأي سلاح ناري، وقدرته على تخطي الحواجز، والموانع، وفشل الاحتلال في تلقي أي إنذار بخصوص هذه العملية أو السيطرة على المنفذ في اللحظات الأولى.

ورأى أن تزامنها مع حالة التأهب والاستنفار والتي وصلت الذروة لدى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، مشيرًا إلى أنها حملت رسائل قاسية للمستوى السياسي والقيادة الجديدة المتطرفة داخل الكيان.

كما كشفت العملية حجم الأكاذيب لدى المؤسسة الأمنية وجعلتها محط سخرية وانتقاد امام المستوطنين وأظهرت كم العجز والفشل طرفهم في ظل تعهداتهم الأخيرة بتوفير الأمن واحباط أي عمليات جديدة، يقول أبو زهري.

من جانبه، قال المحلل السياسي ماجد الزبدة: إن العملية رسالة إلى نتنياهو وسموتريتش و "بن غفير"؛ مفادها "إن فكرتم في تصعيد القتل والاستيطان ضد الفلسطينيين، هو ثائر واحد لكنه صنديد، ولدى الشعب الفلسطيني أمثاله ألوف لا حصر لها".

هشمت نظرية الردع

ومن وجهة نظره، فإن العملية كسرت نظرية الردع الموهومة التي يتغنى بها جيش الاحتلال، وأثبتت أن جيل جديد من الثوار لم يعد يعرف للخوف طريق، هشم هذه النظرية.

بدوره شدد المختص بالشأن السياسي مصطفى الصواف على أن عملية "أرئيل" التي نفذها الشهيد صوف تحمل أكثر من رسالة، وهي تقول للإسرائيليين أن المقاومة مستمرة كنهج واستراتيجية، وأنها ستصبح أكثر قوة وتخطيطاً وتأثيراً.

وقال "إن العملية تثبت أن تهديدات المستوطن بن غفير لن تؤثر على الفلسطيني الذي يملك إرادة حقيقية، ويملك هدف واضح يريد تحقيقه وهو كنس الاحتلال، وعودة الحقوق إلى أهلها عبر المقاومة وحدها".

وبين أن العملية انعكاس بأن المقاومة ليست محدودة المكان، وأن الضفة الغربية من شمالها في جنين حتى جنوبها في الخليل باتت اليوم مع المقاومة وخلفها وتمارسها بشكل مخطط يتم تحديد الهدف وموعد التنفيذ وكيفية الخروج.

الإيمان بالمقاومة وحدها

ومن رأي الصواف، أن الخطورة في العملية أنها نفذت في أكثر من مكان وبأكثر من وسيلة أولها الطعن للحارس على باب المستوطنة، ثم قيادة شاحنة يهودية وعملية دهس، ثم قيادة مركبة إسرائيلية أخرى ودهس جديد ونفذت العملية بمراحلها الثلاثة في ظل غياب قوات الاحتلال والتي لم تأت إلا بعد أكثر من عشرين دقيقة وحتى استشهاد المنفذ.

من جهته، أكد المختص بالشأن الاسرائيلي سليمان بشارات أن عملية "أرئيل" تحمل الكثير من الرسائل خاصة في توقيتها ومكانها وطريقة تنفيذها وهذا بحد ذاته يربك الاحتلال الاسرائيلي بشكل عام.

وشدد على أن العملية تثبت أن المواطن الفلسطيني في ظل ضعف الحالة السياسية الفلسطينية وعدم الحصول على أي مطالب من الاحتلال، يتشجع أكثر إلى استمرارية عمليات المقاومة والتحرك الجماهيري والشعبي.

صفا