تأملات
أرى الناس يا صاحبي فرقتين
فمنهم صفيقٌ ومنهم هُمام
وبينهما غافلٌ جــــــــــــاهلٌ
كأنّ الحياة عليه حـــــرام
فهذا يرفرفُ فوق العباد
وهذا يُعفَّر وسْط الرُّغام
وهذا (يَهُدّ) بسيف الطغاة
يهُدّد عَمْرًا وجُلَ الكرام
يزمجرُ كالليث في الصامتين
غرابٌ وربِك لولا اللئام
ويركبُ موجا سِوى موْجِه
ويلبسُ ثوبا طويلَ الكمام
إذا انكشف الزيف يا صاحبي
رأيت (الزعيم) كطير الحَمام
فلا العلمُ قدّمه في الصّفوف
ولا الفعلُ بَوأه ذَا المقُــــام
فلا تعجبَنْ من صَنيع العبيد
فقد عَوّدُوهم لباسَ اللــــجام
محام يدافعُ عن حقكّــم
وذاك مُحامي الشِّرارِ اللئام
فصابرْ ودافعْ ولا تنثني
وكن في الحياة كحدِّ الحُسام
ولا تخشَ من نهشة الظالمين
ولا تَيأسَنْ فالقُنوط ُحـــــرام
فظلم الطغاة سريع الزوال
وعدلً الاله ختام المقــــام