الأخذ بتقوى الله

 

 
سأل أحدهم الخليفة عمر بن الخطاب: لماذا بدأ أبا بكر  رضي الله عنه وصيته لك قبل وفاته بقوله : " أوصيك بتقوى الله يا عمر ؟ ".

فقال عمر:  " لأنه كان يعرف أن السلطان فتنة لصاحبها، لأنه يملك القوة والمال، والناس أمامها ضعفاء، وإنه لمن النادر أن يملك أحد القوة والمال ولا يطغى. 

فأراد أن يذكّرني أن الله مطلع عليّ، وناظر لما أفعل في السلطان الذي صار إليَ، وفي المال الذي صار عندي، وفي الناس الذين صار أمرهم بيدي، وإن السلطان أحوج الناس أن يُخوّف بالله، لأن ليس إلاّ الله فوقه، فإن العامة إنما تخاف السلطان لأن القوة بيده، وتقرّبه لأن المال بيده.

أما السلطان فليس قوة في الأرض أكبر من قوّته ليخشاها، وليس مال أكثر مما في يده ليطلبه، وقد أراد أن يخوّفني بالله، ويذكرني لأراقبه في أفعالي وأقوالي،  وسيري في الرعية ". انتهى.
* * *
التعلق:   ما أعظم هذا الكلام الذي يقدمه خليفة رسول الله ( صلعم ) أبا بكر إلى  الخليفة الثاني العادل عمر بن الخطاب.

ولا شك أن أبا بكر يعلم أن عمر على جانب كبير من التقوى، ولكنه أراد أن يذكره ويؤكد عليه بتقوى الله. 

فهل يمكن لسلاطين اليوم، أن يأخذوا بقول خليفة رسول الله، ويتقوا  الله بأقوالهم وأفعالهم، ويرحموا شعوبهم ؟