كلب الخياط
في قريةٍ يعمل معظم سكانها بالزراعة وتربية الأغنام، هاجم ذئبٌ الأغنام، فهبّت كلاب القرية تدافع عن الأغنام، وراحت تطارد الذّئب، والذئب يجري أمامها، حتى تعبت من المطاردة، فتوقّفت لاهثةً، إلّا كلباً واحداً استمرّ بمطاردة الذّئب، بعدما توقّفت بقية الكلاب عن المطاردة. ولمّا تعب الذئب، نظر خلفه، فرأى كلباً واحداً يطارده بلا ملل، فوقف الذئب، وسأله: لماذا تستمرّ بمطاردتي، دون بقية الكلاب؟
ألم ترَ أنّ كلّ الكلاب توقّفت عن مطاردتي، وعادت إلى القرية إلا أنت استمريت بمطاردتي ؟
فهل أنت كلب صاحب الغنم؟
- لا، أنا لست كلب صاحب الغنم.
-هل أنت كلب شيخ القرية؟
- لا لست كذلك.
- إذاً أنت كلب ابن شيخ القرية.
- لا لست كلب ابن الشيخ.
- إذاً كلب مَنْ تكون؟
- أنا كلب الخياط.
فاستغرب الذئب وقال للكلب:
وهل للخياط أغنام؟
فقال الكلب: لا ليس للخياط غنم، ولا حتى خروف واحد.
-إذا كانت كلاب أصحاب الغنم قد توقّفت عن مطاردتي، فلماذا تستمرّ أنت بمطاردتي، وأنت كلب من لا يملك الأغنام؟ وأنت تعجز عن النيل مني، وأنا أقوى منك، وأنت تدافع عمّن لا يستحقّ، وقد بتَّ وحيداً أمامي، فلأجعلهن منك عِبرةً للكلاب كلّها.
إنّك كلبٌ لا تستحقُّ الحياة، فأنت تدافع عن الأغنام، دون أن تستفيد من أصحابها بشيء، فإذا جعت لا يُطعمونك، وإذا ذبحوا من الغنم لا يُعطون العظام إلّا لكلابهم دونك.
وهجم الذئب على الكلب، ومزّقه دون أن يدافع عنه أحد، كلب الخياط ظاهرة موجودة في تفاصيل حياتنا الاجتماعية والسياسية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وعند كل حدث يمارسون هواية (الهو الهو) وليس لهم ناقة ولاجمل .