لماذا نحتاج الإجازة من آن لآخر.. وكيف نتوقف عن العمل خلال العطلة؟

لماذا نحتاج الإجازة وهل يحتاج جسمنا إلى إجازة.. أم عقلنا أيضاً؟ لنتعرف سوياً عن أهمية الإجازة للصحة النفسية والعقلية، والصحة الجسدية.

في ظل عالم السرعة الذي نعيشه الآن والمليء بالكثير من التحديات، نجد أن الشخص مضطر للعمل لساعات طويلة ولأيام متواصلة دون توقف. ودون أن ندري لماذا نحتاج الإجازة نجد أنفسنا داخل دائرة العمل التي لا تنتهي.

لماذا نحتاج الإجازة القصيرة؟
هناك حاجة ملحة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، من أجل تجديد الطاقة وتحسين الصحة العقلية والنفسية لمساعدتك في تحسين إنتاجيتك في العمل.

فقد حان الوقت لنسأل أنفسنا، "هل يجب أن أذهب في إجازة لأخذ قسط من الراحة؟" وعلى الرغم من وجود فوائد صحية عديدة من الإجازات (خاصة الإجازة القصيرة)، إلا أن هناك بعض العوامل التي تمنع الأشخاص من أخذ قسط من الراحة. لنبدأ بمعرفة ما إذا كانت العطلة أفضل وسيلة للاسترخاء والراحة!

هل العطلة هي أفضل طريقة للاسترخاء؟
أحياناً، قد لا نعرف متى وكيف نأخذ إجازة من كل شيء، بما في ذلك إجازة من العمل وروتين الحياة الممل.

فقد يعتقد البعض أن العطلة هي أفضل طريقة للاسترخاء، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً وهذا في حالة واحدة فقط – وهي حالة عدم إدراك الشخص لأهمية تلك العطلة لصحته الجسدية والعقلية، بالإضافة إلى عدم إلمامه بكيفية قضاء تلك العطلة بشكل مفيد للجسم والعقل معاً.

فليس كل عطلة تعني توفير قسط كافٍ من الراحة، وليس كل راحة تشير إلى الراحة الجسدية فقط. فالعطلة لها فوائد عديدة سواء على المستوى البدني أو النفسي.

أهمية الإجازة للصحة النفسية
يحتاج الإنسان بين الحين والآخر إلى الفصل عن روتين الحياة الممل وضغوطات العمل، فما تفعله الإجازات بأجسادنا وعقولنا شيء هام جداً لتجديد نشاطنا واستعادة قدرتنا الجسدية والذهنية.

فكلما ابتعدنا عن مشاغل الحياة ومسؤوليات العمل وبحثنا عن طرق مفيدة للراحة والاسترخاء، كلما لاحظنا تغيرات إيجابية في طريقة تفكيرنا ومن ثم اتخاذ قرارات أفضل داخل محيط العمل والحياة بصفة عامة.

إذن.. كيف نقضي العطلة وكيفية الاستفادة منها؟

أشياء يمكن فعلها في العطلة
قد تختلف الكيفية في قضاء العطلة من شخص لآخر، فهناك من يفضل الراحة التامة داخل منزله دون الاهتمام بأي شيء من حوله. في حين أن البعض الآخر لا يستطيع التوقف عن الحركة، وهنا تصبح ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية من الأمور المفيدة جداً لقضاء العطلة بشكل صحي.

ولكن يجب أن ننتبه لأنفسنا، حيث يجب أن نخترق بعض الأمور ونبتعد عنها كي نعيش حياة صحية – من بين تلك الأمور: السهر لفترات طويلة والذي يؤدي إلى تغيير الساعة البيولوجية والإضرار بصحة الفرد، أو العمل خلال الإجازة.

كيف أتوقف عن العمل خلال الإجازة؟
أحياناً يأخذ الشخص إجازة من العمل بالفعل، إلا أنه في الحقيقة يتابع سير العمل وهو في المنزل.. فهل هذه إجازة؟

واقعياً، إنها "إجازة بدون إجازة" ولهذا، يجب عليك التوقف عن العمل خلال الإجازة وإعطاء نفسك الحق في الراحة والاسترخاء لبعض الوقت من أجل تجديد نشاطك وحيويتك من جديد.

وليس معنى هذا أن الموظف وحده هو من يحتاج إلى إجازة، بل الأطفال أيضاً يحتاجون إلى العطلات المدرسية.

فوائد العطلة المدرسية
التعليم له دور فعال في خلق جيل واعٍ ومتعلم، كما أن الحكومات تشترط وضع عطلات مدرسية بعد نهاية كل عام دراسي لما لها من فوائد هامة في حياة الطلاب والتي تتمثل في:

تجديد نشاط الطالب والابتعاد عن ضغوطات الدراسة واليوم الدراسي الطويل.
توفير قسط كافٍ من الراحة الجسدية والعقلية للطالب.
إتاحة الفرصة لتعلم مزيد من المهارات واللغات والحوسبة والإنترنت.
زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة من خلال الاشتراك في الأندية الرياضية، أو ممارسة الهوايات مثل السباحة.
التقرب من الأهل والأقارب، وقضاء وقت أسري جميل مليء بالمرح والحب.
أهمية الإجازة للموظف
أظهرت الدراسات أن قضاء بعض الوقت بعيداً عن العمل يمكن أن يحقق الكثير من الفوائد الصحية البدنية والعقلية للفرد، من بين تلك الفوائد:

تحسين الصحة البدنية، حيث إن الإفراط في العمل دون أخذ بعض الراحة قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بأمراض مثل القلب وارتفاع ضغط الدم.
تعزيز الصحة العقلية من خلال تقليل التوتر والإجهاد الناتج عن العمل الزائد، وبالتالي تخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
زيادة الرفاهية عن طريق تخصيص وقت كافٍ للسفر والخروج إلى أماكن مختلفة.
تركيز وإنتاجية أعلى، حيث إن الإجازة تعمل على ضبط الدماغ وتحسين الذاكرة.
توطيد العلاقات الأسرية وقضاء مزيد من الوقت الممتع مع الأهل والأقارب.
تعزيز عنصر السعادة وتحسين المزاجية.
سلبيات العطلة ونصائح لتجنبها
وعلى الرغم من كثرة فوائد العطلات لتحسين الاداء الادراكي للفرد، إلا أن هناك بعض الأضرار والمخاطر في حالة ما إذا تم استغلالها على نحو خاطئ من قِبل الشخص. إليك بعض سلبيات العطلة:

قد تؤثر العطلة على الأطفال في تراجع المهارات التعليمية نتيجة التكاسل وعدم الاستفادة من تنظيم الإجازة.
عدم وجود حركة أو نشاط بدني أو ممارسة الرياضة يؤثر بالسلب على صحة الإنسان مما يزيد من أعراض السمنة.
قضاء وقت طويل أمام التليفزيون أو شاشات المحمول قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
عدم الاهتمام بالنظام الغذائي أثناء العطلة والاعتماد على الأكلات السريعة يمكن أن يتسبب في خلل بعض وظائف الجسم، وعلى الأخص الجهاز العصبي المتحكم في ضبط التوتر والقلق.
ولكي نتجنب تلك السلبيات والأضرار، يجب علينا معرفة كيفية قضاء العطلة بشكل سليم وصحي سواء كنت تفضل البقاء في المنزل أطول فترة ممكنة، أو تقسيم يومك إلى عدة أنشطة وأمور تجعلك تستفيد من تلك العطلة لترجع إلى حياتك العملية بكامل طاقتك وحيويتك.

التأمل خلال الإجازة



كيف تقضي العطلة الصيفية في المنزل؟
من الأفضل لك أن تبحث عما يفرغ شحنتك السلبية من داخل جسدك، إليك بعض الطرق التي تصلح لقضاء العطلة الصيفية!

1) التأمل وتخصيص وقت لنفسك
من المهم أن تكون أنانياً بعض الوقت وتقوم بتخصيص وقت لنفسك من أجل الاستجمام والتأمل الذي يوفر لك الشعور بالهدوء والطمأنينة النفسية والتوازن بين صحتك النفسية وصحتك العامة، حتى إذا تطلب الأمر الخروج من محيط الأسرة لبعض الوقت.

2) الانطلاق إلى الطبيعة
السفر وزيارة الأماكن السياحية أو الدينية له قدرة كبيرة على تقوية الجهاز المناعي وتصفية الذهن من أي طاقة سلبية مكتسبة من العمل، هذا بالإضافة إلى أن الطبيعة الخلابة تُسحر القلوب لتكسبها طاقة إيجابية قادرة على مواجهة أي أمور في المستقبل.

3) ممارسة الأنشطة البدنية
يؤكد الخبراء الرياضيون أن ممارسة الرياضة خلال العطلات تتيح للإنسان فرصة أكبر للاسترخاء والراحة مما إذا قضى عطلته في الخروج أو الجلوس داخل منزله.

4) إجازة من الإجازة
وهذا يعني الهروب من أي أعمال اعتيادية أو أمور روتينية قد تهدم مفهوم الإجازة والراحة. فهل الإجازة تعني لك الابتعاد نهائياً عن ضغوطات العمل والحياة، أم هي مجرد ورقة تقدم للشركة من أجل حصولك على الإجازات السنوية المقررة؟

خلاصة القول، فأعمل على أخذ قسط كافٍ من الراحة من أجل الابتعاد قليلاً عن ضغوط العمل ومشاكل الحياة اليومية، وبالتالي زيادة الشعور بالانتعاش والتجديد والاستعداد للتعامل مع جميع شؤونك الحياتية والعملية بعد العودة من الإجازة.وكالات