السفير الامريكي السابق في الاردن يغادر مبكرا ،والسفيرة الجديدة شديدة الحذر
كتب محرر الشؤون السياسية - بعد عامين و ايام معدودات ، وعلى نحو خارج عن المألوف ، تقرر الولايات المتحدة تسمية سفير جديد لها لدى العاصمة الاردنية عمان خلفا للسيد هنري ووستر الذي حلف اليمين الدستورية كسفير فوق العادة ومفوض للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأردن في 27 آب 2020.
لم تخلُ مرحلة السفير السابق ووستر من مطبات ومنعطفات حرجة ، تسببت بها التصريحات الجريئة التي كانت تصدر عن السفير في مناسبات عديدة ، تلك التصريحات التي اثارت حفيظة الناس ، وتم التعبير عن هذه التحفظات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدد محدود من وسائل الاعلام الاردنية ..
السفير الامريكي يمضي عادة على الاقل ثلاث سنوات في البلد التي يعين بها السفير ، وغالبا ما يسمح له بالبقاء لمدة اربع سنوات اذا طلب التمديد طبعا ..
السفير ووستر خرج مبكرا ، الخارجية الامريكية لم توضح لماذا غادرنا ووستر بهذه السرعة (..) ، وبدت العملية الانتقالية من سفير الى اخر كأنها امر اعتيادي روتيني لا تشوبه شائبة . لا نريد ان نسهب في هذه الجزئية التي يمكن أن تٌصنّف على أنها شأن امريكي ، ولكننا نُحب ان يُربط هذا الاستعجال في تعيين سفير جديد - وهو بطبيعة الحال ليس كذلك - ، بملاحظات لها علاقة بتصريحات مثيرة اطلقها ووستر والتي من بينها حديثه عن الاردن الجديد ، وترويجه ودعمه لاتفاقية الماء مقابل الكهرباء ، وقوله ان الولايات المتحدة متحالفة مع الدولة العميقة ، وهذا كله صنف في اطار التدخل المباشر الفج في الشؤون الداخلية الاردنية ..
الاردن وافق على ترشيح أمريكا لتعيين يائيل لامبرت سفيرا لها، وفق عدد الجريدة الرسمية الصادر يوم الأربعاء الماضي .
وبحسب ما جاء في العدد، "وافقت حكومة المملكة الأردنية الهاشمية على قرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لترشيح سعادة السفيرة يائيل لامبرت، لتكون سفيرا فوق العادة ومفوضا لها لدى البلاط الملكي الهاشمي.
و تنتسب يائيل لامبرت مهنيا إلى السلك الدبلوماسي للولايات المتحدة بدرجة وزير مستشار. وقد تولت مهام القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة بلندن في 2021، وعملت فيها نائبا لرئيس البعثة لمدة عامين قبل ذلك. وقبلها شغلت لامبرت منصب نائب مساعد بالإنابة لوزير الخارجية مكلفة بشؤون مصر وشمال إفريقيا في 2017-2018 وقبل ذلك مديرة سامية بمجلس الأمن القومي لشؤون المشرق وإسرائيل ومصر من سنة 2014 إلى سنة 2017، وعملت خلال الفترة ذاتها مساعدة خاصة للرئيس الأمريكي من 2015 إلى 2017.
كما عملت لامبرت ولمدة ثلاث سنوات نائبا للمسؤول الأول عن القنصلية الأمريكية العامة بالقدس. كما عملت من 2009 إلى 2011 بسفارة الولايات المتحدة في ليبيا، حيث قضت أكثر من نصف عهدتها بها نائبة لرئيس البعثة بالإنابة،أشرفت خلالها على إجلاء المواطنين الأمريكيين وموظفي السفارة في 2011. وترأست بين عامي 2006 و2009 وحدة الشؤون السياسية الداخلية بسفارة الولايات المتحدة في مصر.
وقبل ذلك تولت مهام عديدة منها إدارة شؤون العراق في مجلس الأمن القومي ومسؤولة عن الحوكمة في سلطة الائتلاف المؤقتة في بغداد ومساعدة خاصة لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية مكلفة بشؤون جنوب آسيا والشرق الأدنى. كما أشرفت على مكتب العراق بالوزارة وألحقت بمكتب منع انتشار الأسلحة النووية التابع لوزارة الخارجية وبالقنصلية الأمريكية العامة في شنغاي.
وتخرجت لامبرت من كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون وحازت شهادات البكالوريوس والدراسات العليا ونالت العديد من جوائز الشرف والاستحقاق من وزارة الخارجية. منها جائزة الرتبة الرئاسية سنة 2019، وجائزة الخدمة المتميزة من مجلس الأمن القومي في شهر ماي 2017.
ما رشح عن السفيرة الجديدة بانها محبة للاردن والشاورما الاردنية، وهذا هو جل ما استطعنا رصده من انطباعات عن الدبلوماسية الجديدة التي يبدو انها في منتهى الحذر والصمت والتحفظ، الى درجة انها تذكرنا بطائرة الشبح الامريكية ذائعة الصيت، الارجح ان لامبرت من انصار الحزب الديمقراطي، وهذا يعني انخراطها في مهامها بمنتهى الحرفية والمهنية، ودون عنجهية واثارة جلبة..